بلدية داريّا.. خدمات غائبة وتغاضي عن تجاوزات إعادة الاعمار والترميم!
لا تنتهي معاناة البسطاء بانتهاء الحرب. إنّما تبدأ رحلة جديدة من المعاناة عنوانها البحث عن لقمة العيش وسط جبال من الركام ومخلفات الصراع.
وسط كل تلك التعقيدات والموافقات المطلوبة من أهالي داريا للعودة إلى منازلهم، هناك من يعتدي على الأملاك الخاصة والعامة، وسط تجاهل بلدية داريا وتغاضيها عن تلك التجاوزات، وفقاً لعدد من الأهالي.
محمد في العقد الرابع من العمر، يسكن في داريا قبلية، قام أحد الأشخاص من سكان داريا بالتعدي على أملاكه وعلى الأملاك العامة، عبر إنشاءه بناء مساحته 500 م2 بجانب أحد الأفرع الجانبية لنهر الأعوج وفي منطقة زراعية.
يقول محمد لـ "جريدتنا" " تقدمنا بشكوى رسمية، بخصوص التعدي، تحمل الرقم 1476، إلى بلدية داريا، ولم تُزال المخالفة حتى اليوم، على الرغم من كونها تقع ضمن أراضً زراعية ممنوع البناء عليها، مضيفاً أن المتعدي على الأملاك العامة بدأ بعمليات الإكساء للبناء.
وتسمح الحكومة للأهالي بالعودة إلى مدينة داريا بريف دمشق بشكل تدريجي، إلّا أنّها تحظر عليهم ترميم منازلهم وإعادة بنائها بحجّة وقوعها ضمن أراضً زراعية، حيث تم هدم عشرات المنازل المرممة في المدينة، وفقاً لعدد من الأهالي التقتهم "جريدتنا". ذلك لعدم استصدار أصحاب تلك الأبنية والقائمين على أعمال الصيانة الرخص والموافقات اللازمة.
وفي هذا السياق يؤكد رئيس بلدية داريا، مروان عبيد، أنّ طلبات الراغبين بالعودة بلغت 28000 أسرة، منها 24000 ألف موافقة وزعت، وما تبقى 4000 طلب عودة منها 2000 يتم توزيعهم تباعاً والباقي قيد المتابعة ويقوم المكتب التنفيذي لبلدية داريا بشكل شبه يومي بنشر أسماء الأشخاص من سكان داريا الذين حصلوا على الموافقات الأمنية للعودة إلى داريا.
أما ما يتعلق بالترميم، يقول عبيد "لجريدتنا" " إنّه لا يوجد أية صعوبات أو عقبات إدارية لترميم أي منزل، وذلك بعد الكشف الفني عن السلامة الانشائية". مؤكداً أنه يمنع ترميم المنازل في الأراضي الزراعية خارج المخطط التنظيمي.
وأوضح عبيد أنّ التعديات على الأملاك العامة والخاصة، التي يقوم بها البعض، فأنه بمجرد ورود أي شكوى حولها، تقوم البلدية بتنفيذ ضبط لإزالة المخالفات، والحجر على العقار لحين إزالة المخالفة والتعدي.
وحيال المخالفة الواقعة بجانب نهر الأعوج، ستقوم البلدية بإزالتها بحسب إفادة عبيد، مشيراً إلى أن البلدية تتعامل بشكل فوري مع تلك المخالفات والتعديات.
وفيما يخص الواقع الخدمي قال خالد من أبناء داريا" إن الحكومة نفذت عمليات ترميم جزئية، شملت ترميم مدرستين فقط، اضافةً الى البلدية، مركز اغاثي، مستوصف، والمخفر، ويقعون في نفس المنطقة، بينما لاتزال باقي أجزاء المدينة مدمرة بالكامل خاصةً الطرف الغربي".
وأضاف خالد أنّ المدينة تعاني كذلك من غياب الخدمات، خاصةً الكهرباء والمياه، فضلاً عن واقع الصرف الصحي السيء.
وسبق أن أعلن المكتب التنفيذي في بلدية داريا في بيان له، عن إطلاق مشروع رفع الأنقاض وترميم المدينة، بقيمة بلغت 250 مليون ليرة، وأن العائلات بعد دخولها إلى المدينة ستقوم بترميم منازلها والإقامة فيها.
وكان الجيش السوري استعاد السيطرة على مدينة "داريا" في العام 2016بعد اتفاق بين فصائل المعارضة والحكومة أفضى بخروج عدد من سكان المدينة باتجاه الشمال السوري، لتغدو المدينة خاوية على عروشها وسط الدمار الذي حلّ بها جراء العمليات العسكرية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: