Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بلد المليون مدير

بلد المليون مدير

مروة ياسين 

لتسير سفينة فيها عشرة أشخاص "بنجاح" يجب أن يجدّف التسعة والعاشر أولهم وأن يبدأ قبلهم معلناً بدء العملية، ومسهلاً الطريق على من بعده، ولكن سفينة بلاد "الهونولولو" تفعل العكس فيجذف واحدٌ ويشرف التسعةُ الآخرون على عمله، لذلك سفينتهم الاقتصادية بطيئة وفاشلة.

 ويُعرف عن بلاد "الهونولولو" بأن لديهم مديراً لكل شيء.. لأصغر قطعة ثياب أو حتى لقمة طعام، ونقابة لكل عامل ومدير لأعمال المدير ومدير مدير أعمال المدير، وكل مدير له كيانه وحصانته ولا مانع من وجود تنين "بدي غارد" حوله لأن أمنه مسؤولية وغيابه يشكل عائقاً في وجه سير عجلة الاقتصاد.

 فمثلاً لديهم مدير للجوارب!، فإذا غاب عنهم من سيدفئ أقدام الشعب بغيابه؟، لذلك لا بأس ببعض التميز للمدير عن غيره من العامة بأن تكون جواربه من القطن الخالص وجوارب الشعب من النايلون، غير آبه بكون رائحة الجوارب باتت نوع مخدراتٍ للشعب.

ولدى شعب الهونولولو نقابة للعتّالين ولها مدير يفرض عليهم التسجيل فيها للحفاظ على حقوقهم، أو ربما تحديد الحمولة على ظهورهم.

وعَلم شعب الهونولولو مؤخراً بأن هناك مديراً لمكتب الفستق الحلبي، وشعبها غير المتفهم لأسس الإدارة أُثيرت حفيظته على اسم هذا المنصب بعد أن فقدت أسنانهم نكهته تماماً وأصبح أمر توفره بين أيدي عامة الشعب ضرباً من الخيال.

ولا مانع من أن يأكل مدير المكتب  الفستق الحلبي  "ويتف على الشعب" لأنه  ليس من مقامهم أن يأكلوا هذا النوع من المكسرات، ومن رؤيته الحكيمة أعدت الأطنان المنتجة من الفستق الحلبي للتصدير فقط، لا لشعبٍ اعتاد ان يأكل فضلة خير مدراءه.


 

  

المصدر: خاص

شارك المقال: