Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بكلام فقط ... الحب وشراء الذهب

بكلام فقط ... الحب وشراء الذهب

نور ملحم 

أصاب «عيد الحب» سوق الذهب المحلي بإحباط حيث تراجعت مبيعات الذهب إلى النصف مقارنة بسنوات ما قبل الحرب حسب تصريحات عدد من العاملين في بيع الذهب.

وقال محسن بيطار تاجر ذهب إن حركة المبيعات ضعيفة جداً حتى قبل عيد الحب، حيث كان معظم الشباب يشترون قطعة أو اثنتين بهذه المناسبة تعبيراً عن حبهم وكانت القطع الأكثر مبيعاً هي القلادات الخاصة بالأحرف.

وأضاف بيطار، أن سوق الذهب السوري مازال من أقوى الأسواق في المنطقة رغم الظروف الكثيرة التي نعاني منها، ولكن الذهب السوري ما زال مرغوب من قبل الزوار العراقيين والإيرانيين واللبنانيين .

حركة السوق متذبذبة ...

ومن جانبه، أكد الياس منصور تاجر ذهب أن الحركة جيدة بشكل عام وإن كانت أقل أيضا من المتوقع، مبيناً بأن سوق الذهب يشهد تقلبات عديدة في حركة المبيعات إذ ترتفع أحياناً بشكل غير متوقع، بينما تتراجع فجأة بأوقات أخرى.

وأشار منصور، إلى أن المبيعات لم ترتق للمستوى المأمول كما هو في السنوات الماضية، فحجم المبيعات انخفض  بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي.

مبرراً إلى أن الناس بدأت تتجه إلى تقديم هدايا أخرى في هذا العام، فأغلب الزبائن كانوا في الماضي يطلبون الهدية الأغلى للزوجة، ثم للأم، وأم الزوجة، لكن الآن الطبقة الغنية هاجرت، ومن بقي في البلد استهلك أغلب رصيده ومدخراته، وأصبح يعجز أحياناً عن تأمين الحاجات الضرورية من الطعام.

زيادة كيلو واحد فقط ..

وفي الوقت الذي أكد فيه غسان جزماتي رئيس "الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق"  في تصريحه لـ جريدتنا ارتفاع حجم مبيعات السوق كيلو واحد يومياً مقارنة بالعام الماضي لتصل المبيعات إلى 3 كيلو يومياً في حين لم تتجاوز 2 كيلو غرام يومياً خلال العام الماضي، لافتاً إلى أن المبيعات اليومية كانت بحدود 15 – 17 كيلو غرام يومياً قبل الحرب.

مبرراً أن تفاوت المبيعات يعود بشكل أساسي إلى ارتفاع الأسعار وتجاوزها قدرة المواطنين الشرائية، لذلك نلاحظ أنه مع اقتراب عيد الحب، كثرت عمليات شراء القطع الذهبية صغيرة ومتوسطة الوزن والحجم ذات العيار 12- 14- 18   .

مضيفاً أن الصاغة بانتظار فترة عيدي الحب والأم التي تنتعش فيها الأسواق قليلاً، متوقعاً استمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب نظرا لتأثره بالأسعار العالمية، إضافة لارتباطه، بسعر صرف الدولار أمام الليرة، إذ خسرت الليرة السورية نحو 10 أضاف قيمتها قبل 2011،  وكان الدولار الواحد يساوي 50 ليرة، ويصل حاليا إلى أكثر من 500 ليرة.

الكلمات الغرامية تكفي ...

وفي النهاية لا يترك الشبان السوريون أي فرصة ليثبتوا فيها أن الحب أقوى من الهدايا التي ترتبط بهذه المناسبات المسوق لها من الدول الغربية، ويقول ياسين(موظف):  "الوقت ليس مناسبا لشراء الذهب، إننا نعاني جميعا من أزمة اقتصادية، فالراتب موزع ما بين آجار منزل ومونة الأطفال"، لكنه ينوي رغم ذلك أن يحضر الكيك لزوجته وأطفاله.

وترى لانا (24عاما) التي كانت برفقة خطيبها أكرم أنه "يجب إعطاء وقت للاحتفال بالحب، فالحرب أهلكت أرواحهم قبل جيوبهم"، لذلك لن تحزن في حال عدم تقديم أكرم لها خاتم الذهب الذي وعدها به. 

يعمل باسل مترجم في إحدى الشركات التجارية، يتقاضى 50ألف ليرة سورية يقول لـ جريدتنا: "من الممكن أن أسهر مع حبيبتي في أحد المطاعم مع الأصدقاء ولكن من الصعب أن اقدم لها قطعة ذهب، لذلك سأكتفي بكلامات غرامية مع هدية بسيطة جداً فنحن نعاني كثيراً، ويحق لنا أن نحتفل قليلا ً ولكن من دون ذهب وإلماس".

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: