بعد مبادرة مطرانية حلب من هم الأكثر عرضة للزواج.. المعتمد البطركي يكشف التفاصيل لجريدتنا
خاص انطوان بصمه جي
أعلنت مطرانية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن هدية العام الجديد المُقدم للشبيبة السريانية الأرثوذكسية في أبرشية حلب وتوابعها، المكون من بعض الامتيازات الخاصة في حال تقدموا للزواج خلال العام 2020 وبشرط استمرار إقامة العائلة في نطاق أبرشية حلب وتوابعها بعد الزواج، وذلك ضمن إطار تشجيعها الشباب السرياني على الزواج وتكوين عائلة مقدسة، وسرعان ما تناقلته أغلب المواقع والصفحات الإلكترونية.
المبادرة تضمنت اتمام طقس الزواج في كنائسنا بحلب وتوابعها بدون أجور كنسية، وتقديم صالات التابعة للكنيسة مجاناً بغية تقديم التهاني وحفلة العرس، و تقديم مبلغ مليون ليرة سورية كهدية زواج، وتغطية آجار منزل لمدة عام واحد لمن لا يملك منزل في حلب وتوابعها، ولم تتوقف المبادرة على تقديم المساعدات المادية ليتمكن الشباب من الإقدام على الزواج، بل شملت أيضاً خدمات وتكاليف ما بعد الزواج كتغطية مصاريف المشفى لجميع الولادات، وتغطية كاملة لحليب وحفاظات الأطفال في العام الأول من عمرهم، بالإضافة إلى الالتفات إلى الجانب التعليمي وتسجيل جميع الأطفال مجاناً في مدارس الطائفة (بني تغلب الأولى والثانية) لكل سنوات الدراسة في المرحلة الابتدائية.
وأكد المعتمد البطريركي لأبرشية حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس المطران بطرس قسيس لجريدتنا، أن الامتيازات الخاصة جاءت بهذا التوقيت بعد أن تمت دراستها من جميع جوانبها، ولكن تم التريث لقدوم العام الجديد ليتم إعلانها وهي ليست المبادرة الوحيدة من الطائفة السريانية الأرثوذكسية، بل حاولت الطائفة منذ سنوات مع الشبيبة بتأمين فرص عمل وتشجيع المبادرات الذاتية للعمل، خصوصاً بعد معرفة الضغوط التي يعاني منها الشبيبة المقبلة على الزواج في سوريا، فقررنا أن التشجيع على الخوض في سوق العمل لا يكفِ بل يحتاجون إلى دعم أكبر خاصة فيما يخص الأسرة والأولاد ومكان السكن، فأخذنا على عاتقنا الإعلان عن مبادرة متكاملة يغطي الاحتياجات الممكنة والتي تسهل على جيل الشباب اتخاذ قرار الزواج.
وأضاف المطران قسيس بالتأكيد لم نستطع تغطية كافة الاحتياجات مثل المبلغ المادي والجوانب الصحية، لكن المبادرة التي قدمناها يشكل خطوة إيجابية ودفعة للأمام للذين يبحثون عن الاستقرار وتشكيل عائلة ، والهدف من المبادرة هو الخروج من الحلقة المغلقة التي وضعت جيل الشباب رغماً عنهم وهي التحدي الحياتي وما يرافقها من ضرورة تأمين عمل ومصاريف الحياة اليومية، وما تبعها من تضخم مادي للأسرة الواحدة، وجميع المبادرات السابقة التي قدمتها الطائفة السريانية لم تكن لتساعد الشباب للخروج من الحلقة الصعبة واتخاذ قرار الزواج ، معتبراً أن المبادرة تعد خطوة شجاعة ومتقدمة عن سابقاتها.
وعبّر المعتمد البطريركي عن ألمه وحزنه جراء ما تعرض له العدد الإجمالي لأبناء الرعية التابعة لطائفة السريان الأرثوذكس، إذ تعرض العدد الإجمالي لنقص بشكل حاد وصل إلى 40% كمثيلاتها من الطوائف المسيحية، التي شهدت هجرة كبيرة بحثاً عن الأمان والاستقرار، ووضع حد للهجرة كمبادرات شبيهة لأن الوقوف وأخذ دور المتفرج سيؤثر على نزيف الهجرة وخاصة بين جيل الشباب، وسنشهد في السنوات القادمة عائلات مفرغة من الأولاد ، وستقتصر الكنيسة على المسنين وستشكل هذا المبادرة الحفاظ على البقاء في البلاد وتكوين أسرة ، وبالنهاية المبادرة المنشورة ما هي إلا إعانة مجتمعية وكنسية في الأمور الحياتية للإنسان.
وفيما يتعلق بمدة المبادرة أشار المعتمد البطريركي أنها لن تقتصر على العام الحالي متوقعاً تجديد هذه المبادرة سنوياً ، واليوم الطائفة السريانية في طور إنشاء صندوق دعم لمثل هذه المبادرات للمساعدة في أشياء أخرى متعلقة بالأسرة ، ولاقت المبادرة استحساناً من قبل أشخاص داخل وخارج سوريا، وتواصلوا مع الكنيسة لإبداء رغبتهم في المساعدة والدعم بأكثر من طريقة، مشيراً لرغبة انضمام أحد الأشخاص، والذي يمتلك محل حلويات لتقديم شوكولا مجاناً كهدية الزواج تكفي لمائة شخص، مشيراً أن ضيافة العرس ليست بالأمر السهل فقد يصل المبلغ إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية.
ومن غير المتوقع العدد الإجمالي الذي ستستهدفه المبادرة لأنها محصورة بمدينة حلب وتوابعها فقط أي أنها تستهدف أبناء الطائفة في حلب واللاذقية والرقة وإدلب، ولم نعلن عن دعم أكبر من المقترح ونحن نقوم بواجبنا تجاه أبناء كنيستنا متمنياً أن تحذو الكنائس المسيحية بدورها في تشجيع الشبان المقبلين على الزواج.
وكذلك أعلنت بطركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وأبرشية حلب، انضمامهما للمبادرة التي أعلنتها وزارة الأوقاف مؤخراً تحت اسم "الدين أخلاق" حيث قامت بفتح مستوصفاتها في حلب للمعاينات المجانية طوال شهر كانون الثاني لعام 2020 بالاختصاصات كافة في مستوصفي مار أفرام السرياني، ومستوصف مار جرجس بحلب كمساهمة في إعالة جميع أطياف السوريين من مسلمين ومسيحيين.
ختاماً وبعد انقسام الشارع السوري بين معجباً بالخطوة الجريئة التي أعلنتها طائفة السريان الأرثوذكس، وبين من امتعض واعتبرها أنها خطوة طائفية وتشجع على تكاثر أبناء الطائفة، خوفاً من نقصان عددهم منطلقة من هوية دينية أو عرقية، فمن الواقعي أن لكل جماعة تمتلك الحق أن تدافع وتحافظ على أبناء رعيتها، إذا كان كل راعي مسؤولاً عن أبناء رعيته فإنها ستشمل قطاعاً كبيراً من فئة الشباب السوري بغض النظر عن انتمائهم الديني.
المصدر: خاص
شارك المقال: