Thursday March 28, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بعد "هوريشيما" و "ناغازاكي".. "أمريكا" تمحو المدينة الثالثة في العالم !

بعد "هوريشيما" و "ناغازاكي".. "أمريكا" تمحو المدينة الثالثة في العالم !

عمار الشبلي

في الرابع من آذار عام 2013، أخذت ميليشيا "الجيش الحر"، قرارها باقتحام مدينة "الرقة"، بعد أن سيطرت على ريف المحافظة كاملاً.

مسلحو "جبهة النصرة" المصنفة عالمياً كمنظمة "إرهابية"، (10 كانون الأول 2012 اعتبرتها واشنطن منظمة إرهابية وحظرت التعامل معها)، قادوا الهجمات ضد حواجز "الجيش السوري" على مداخل المدينة، لتتمكن من السيطرة عليها في الخامس من آذار /مارس 2013، لتصبح أول محافظة سورية تسيطر عليها "النصرة" بمشاركة نحو "35 فصيل مسلح".

وبقي وجود "الحكومة السورية"، محصور في ثلاث نقاط "الفرقة 17"، و"اللواء 93"، في الريف الشمالي و"مطار الطبقة العسكري" في الريف الجنوبي الغربي، هوجمت هذه النقاط لاحقاً بعد حصار طويل نفذه "داعش".

بعد سقوط المحافظة بيد ميليشيا "الحر" و "النصرة" دب الخلاف سريعاً بين "التشكيلات المسلحة" و مايسمى بـ"ناشطي الثورة" حول قيادة المحافظة ومقدراتها الاقتصادية وعلى الجانب الأخر "المجالس المدنية"، التي شُكلت بإشراف "تركي" مباشر تعمل على انتزاع اعتراف دولي بها، و الترويج لـ"اعتدال" المجموعات المتشددة.

في العام ذاته من "سقوط الرقة" نُشر مقطع صوتي لـ"أبو بكر البغدادي" يُعلن فيه أن "النصرة" ليست إلا ذراع "دولة الإسلام في الشام والعراق"، ليأتي الرد بالنفي من الأولى التي سحبت مقراتها من مدينة "الرقة" إلى "الطبقة" في الريف الغربي، بعد الإيقاع بزعيمها "أبو سعيد الحضرمي" وإعدامه من قبل "داعش".

في الشهر الأول، من عام 2014، أصبحت "الرقة" كُلياً تحت سيطرة تنظيم "داعش"، الذي بدأ بتطبيق قوانينه المتشددة، معتمداً على عناصره الأجانب "الشيشان والسعوديين والتونسيين"، هم الأكثر تأثيراً في التنظيم.

صيف العام ذاته، بدأت "واشنطن" بإرسال طائرات استطلاعية فوق مناطق سيطرة "التنظيم" في العراق و سوريا، بحجة حماية "الأقلية الإيزيدية" شمال العراق، بحسب خطاب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ( 7 آب 2014)، توجه فيه للشعب الأمريكي.

وفي العاشر من أيلول 2014، أعلن "أوباما" أنه أوعز ببدء شن الغارات في سوريا دون انتظار موافقة الكونغرس، وأمر بتكثيف الغارات في العراق، ونفذ التحالف، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، 34 ألف غارة في سوريا والعراق.

وقالت منظمة "العفو الدولية" ومنظمة "الحروب الجوية"، وهي منظمة تقوم بمراقبة وتقييم الأضرار المدنية الناجمة عن الأعمال العسكرية الدولية التي تهيمن عليها القوات الجوية، إنهما أجرتا تحقيقات في 200 موقع قصف ورصدتا ألف ضحية عام 2017، وحثت المنظمتان "التحالف" على "وقف ما يقرب من عامين من الإنكار" بشأن عدد الضحايا.

وبعد طرد "تنظيم داعش" من "الرقة" أوضحت الأقمار الصناعية وعدد من الناشطين الرقميين تدمير ما يزيد عن 11 ألف بناية سكنية في "الرقة".

أحد المشاركين في العملية البرية لطرد تنظيم "داعش" قال لـ"جريدتنا" «استطعنا خلال 24 من تحرير حي "الصناعة" الواقع في الجهة الشرقية من المدينة، في عملية نظيفة جداً وبالسلاح الخفيف، ليأتينا أمر بعد ذلك بالتراجع والتحصن في حي "المشلب"».

وأضاف: «بعد انسحابنا للوراء، تعرض "حي الصناعة" لمئات الضربات الجوية، التي أدت لتدمير الحي بشكل كامل، بما فيها المنطقة "الأثرية السور" و"باب بغداد"».

بدوره، الدكتور "محمد العكلة" المستشار في العلاقات الديبلوماسية قال لـ"جريدتنا" «"منظمة العفو الدولية" تؤكد بتقاريرها وبالدليل الملموس والقطعي والمشاهدة الحسية الميدانية بأن أمريكا دمرت "الرقة" نتيجة وعمل ممنهج، وبالتالي أصبحت الرقة اليوم المدينة الثالثة التي يدمرها الإجرام الأمريكي عن سابق تصور وتصميم فبعد "هيروشيما وناكازاكي" تأتي "الرقة" لتشهد على الوحشية الأمريكية ومعاداة أمريكا للإنسانية».

وأضاف "العكلة" «محاربة تنظيم "داعش" كانت شماعة لتدمير "الرقة"، وتعزيز للمشروع الكردي الانفصالي في "شرق الفرات"، وتدمير "الرقة" وتفريغها من سكانها كان خطوتهم الأولى في مشروعهم».

وقالت "دوناتيلا روفيرا"، كبيرة مستشاري برنامج مواجهة الأزمات في منظمة العفو الدولية، إن «قناصة وألغام "داعش" جعلت المدينة فخاً للموت، بيد أن "الكثير من عمليات القصف الجوي (للتحالف) كانت غير دقيقة، فضلاً عن عشرات الآلاف من غارات المدفعية بطريقة عشوائية، لذا ليس من المفاجئ أنهم قتلوا وجرحوا مئات المدنيين».

وأضافت: « دمرت قوات التحالف الرقة، ولم يستطيعوا محو الحقيقة».

"التحالف الدولي"، نفذ نحو 40 ألف غارة جوية كان لـ "الرقة" النصيب الأكبر من هذه الغارات.

وقال "محمد المحمي" أحد الناجين من قصف من "التحالف" لـ "جريدتنا «حوصرنا في مدينة "الرقة" لأشهر، كان خوفنا من القصف الكثيف لطيران "التحالف" يمنعنا من الخروج، فقناصو "قسد" و "داعش" وطائرات "التحالف" كانت ترصد وتطلق على كل حركة، فقصفوا بيتي وقتلوا أولادي وصهري».

وأضاف "المحمي": «أثناء خروجنا من "الرقة" بعد قصف منزلي، رأيت مئات الجثث لمدنيين في الشارع، كان الأهالي يأخذوهم ويدفنوهم في الحدائق وبعض الحفر التي خلفتها الصواريخ».

ليل الخميس 8 حزيران 2017، بدأت "واشنطن" باستخدام أسلحة التدمير الشامل، واستخدمت عشرات القنابل المحرمة دولياً، وفي صبيحة اليوم التالي، استفاق العالم على صور قادمة من "الرقة"، تُظهر قيام "واشنطن" بقصف المدينة بالفوسفور الأبيض والقنابل الانشطارية التي أدت لتدمير المئات من الأبنية فوق قاطنيها.

وفي حصيلة ما، قام به التحالف من قصف على "الرقة"، نحو 250 ألف مشرد بلا مأوى، ومدينة لم تعد قابلة للحياة في ظل وجود أكثر من 11 ألف بناء دمر كلياً أو آيل للسقوط في أي لحظة. 

"مقابر جماعية"، تحوي على رفات نحو 3 آلاف قتيل، وجسور مدمرة وبنية تحتية تحتاج لعشرات السنوات لإعادة تأهيلها.

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: