عزيزي القارئ هذه المرة لا تقرأ.. لا أحد سيسمعك ويسمعنا
خاص/ حسن سنديان
من الذي أوصلك إلى هذا المقال، هل صحفيو السياسة أم الاقتصاد في جريدتنا؟ هل تريد مواضيع تحدثك عن الغلاء وانتقاداً للحكومة الجديدة؟ في سوريا أم تريد انتقاد المسؤولين عن الفساد وسرقة لقمة الشعب؟ هذا آخر ما كتبه أحد الصحفيين لدينا ليقول لك لا تقرأ! نعم لا تقرأ.
باختصار سنسرد لك قصة قصيرة، تختصر واقعنا الذي نعيش فيه، من العدالة إلى الفساد والسرقة.. تقول الرواية، كان هناك قاضياً يحكم بالرشوة بين المختصمين، جاءه ذات مرة بائع ديوك وبائع بطيخ، ليحتكما بعدله،.. وقبل ليليةٍ من الحكم، بائع الديوك أعطى للقاضي قفصاً من الديوك والدجاج، أما بائع البطيخ فأعطاه أربع بطيخات فقط.
ذهب قاضي الرشوة إلى المنزل وتناول ديكاً وطبخه، فقالت زوجته لمن ستحكم يا فلان، ليرد القاضي طبعاً لبائع الديوك ولكن لا ضير من تناول بطيخة».. أخد القاضي البطيخة وشقها نصفين، ليجد بداخلها ليرة من ذهب، وكلما شق بطيخة وجدو فيها ليرة أخرى.
وفي ليلة النطق بالحكم.. حكم القاضي لبائع البطيخ، بدلاً عن بائع الديوك رغم أن الدجاج كان نادراً أنذلك، كما يحدث في واقعنا تماماً.. ليقف بائع الديوك ويقول «ما حال مؤذننا ألم يكن كما تريدون»، فرد القاضي بالقول: «مؤذنكم منافق، يؤذن بالناس ولا يصلي فيهم» أما بائع البطيخ فإيمانه في قلبه كلما شققت قلبه وجدت إيمانه ناصع البياض».
وهنا سبق وأن حذرناك عزيزي القارئ لا تقراً لأن قاضي الرشوة في وقتنا هذا يبقى قاضي رشوة، ولا يمكن أن يتغير، وأنت لا تستطيع أن تكون بائع الديوك ولا بائع البطيخ.. ونحنا كصحفيين وإن استطعنا أن إيصال صوتك بنقد لاذع لا أحد يقرأ أو ربما يسمع.. من أول المقال قلت لك لا تقرأ؟
المصدر: خاص
شارك المقال: