Friday April 26, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أزمة الشحن البحري دولية.. وتأثيرها السوري مضاعف

أزمة الشحن البحري دولية.. وتأثيرها السوري مضاعف

عشتار محمود

تتحول أسعار الشحن العالمية إلى المحرك الأساسي لارتفاع أسعار البضائع المستوردة عبر العالم، فمنذ أزمة كورونا وأسعار النقل البحري تواصل ارتفاعها بوتيرة غير مسبوقة وتحديداً للبضائع المنقولة من جنوب شرق آسيا مركز التصدير العالمي. 

وهذا الارتفاع الذي يطال العالم أجمع تتضاعف تأثيراته في الظرف السوري المعقد.

أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها "محمد أكرم الحلاق" أكد أن تكاليف شحن البضائع من الصين واصلة إلى ميناء اللاذقية أصبحت تقارب: «17 ألف دولار للحاوية الواحدة 20 قدم، والتي سعتها القصوى تقارب 28 طن».

وهذا الارتفاع الاستثنائي يأتي بعد سلسلة من الارتفاعات المتتالية خلال العام الحالي: «من 7-8 آلاف يورو وصولاً إلى 12 ألف يورو ثم 14 ألف يورو منها 13 ألف حتى تصل للميناء إضافة إلى كلف أجور إدخال مؤقت في الأردن ومصاريف تخريج من العقبة كما صرح الحلاق لوسائل الإعلام المحلية».

كل كغ منقول بحراً يكلف 2000 ليرة شحن!

وبالتحويل بين اليورو والدولار فإن كلفة وصول الحاوية من الصين إلى سوريا أصبحت تقارب 17 ألف دولار، ما يعني أن كلف الشحن تضيف على كل كغ من سعة الحاوية الكاملة ما يقارب: 0.6 دولار على سعر البضاعة الأساسي أي حوالي: 2000 ليرة تقريباً وفق السعر الوسطي للدولار.

بينما على تكلفة الشحن السابقة البالغة: 7-8 آلاف دولار فإن كلفة الشحن كانت تقارب 0.26 دولار وما يعادل 800 ليرة تقريباً لكل كيلو غرام من البضاعة، وعملياً كلفة الشحن البحري زادت على أسعار البضائع المستوردة 1200 ليرة وسطياً على كل كغ.

تعتبر تكاليف الشحن هذه مرتفعة جداً وتحديداً عندما تكون المستوردات غذائية، إذ يحمل على سعر الكغ من الرز أو الذرة المستوردة دوغما ما يقارب 100% من السعر الدولي للكغ. لتضيف أزمة الشحن الدولي على أزمة أسعار المواد الغذائية أزمة جديدة!

الشحن من الصين لسوريا أغلى منه للولايات المتحدة!

ارتفاع أسعار النقل البحري ظاهرة عالمية، فمنذ أزمة كورونا ارتفعت كلف الشحن بنسبة 900% وسطياً وفق بعض التقديرات، الارتفاع استمر في العام الحالي إذ بين شهر أيلول العام الماضي والحالي ارتفعت تكاليف الشحن أربع أضعاف بالوسطي العالمي. 

الملفت هو ارتفاع التكلفة بالوصول إلى سوريا قياساً بالأسعار إلى مناطق أخرى عبر العالم، فتكلفة وصول البضائع من الصين إلى المتوسط ومصر مثالاً أصبحت تقارب 10 آلاف دولار للحاوية بعد الارتفاع، وهو أقل من التكلفة السورية التي يفترض أن تقارب هذه الكلفة بالحوال الطبيعية التي لا يوجد فيها تشديد وعقوبات وكلف إضافية على سوريا. فالتكلفة بالوصول إلى سوريا وفق التصريحات المحلية تفوق كلفة كلفة وصول الحاوية من شانغهاي إلى الشاطئ الشرقي لنيويورك والتي وصلت بعد الارتفاع اليوم إلى 15 ألف دولار.

أزمة فوق الأزمات

الأزمات الاقتصادية الدولية التي تتصاعد وترفع معها أسعار المواد الأساسية وكلف التجارة الخارجية تزيد على تعقيد االوضع الاقتصادي الهش في سوريا تعقيداً. حيث نقع في تناقض كبير بين اعتماد عميق على التجارة الخارجية لتأمين الأساسيات إذ إن 70% من كلف إنتاج الغذاء المحلية مرتبطة بالاستيراد، وبين عقوبات اقتصادية تجعل عمليات الاستيراد والشحن والدفع والتحويل أكثر كلفة وتعقيداً. 

 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: