أزمة المحروقات في "طرطوس" خانقة للجيوب !

نورس علي
انتظرت "ميساء يونس" ساعة من الزمن في كراج انطلاق "طرطوس" ليأتي "سيرفيس" بانياس ويقلها إلى مكان إقامتها في "حي القصور" بجانب الكراج الجديد، وبعد خوضها معركة التزاحم لتظفر بمقعد ترتاح فيه من وقوفها الطويل، يصرخ السائق «اقعدوا أربعات، لأن ما في سرافيس وما في مازوت»، تنتفض في ذاتها ولكن دون جدوى وبعد الموت عصت القبر.
انتفاضة "ميساء" الداخلية لم تجرأ على إعلانها خوفاً من أن ينزلها السائق وتعود للانتظار ساعة أخرى، وهنا قالت لجريدتنا: «نتيجة الوقوف الطويل أصبت بألم في قدماي، وهذا دفعني على كبت ثورتي الداخلية على جشع السائق وإجلاسنا أربعة ركاب في المقعد المخصص لثلاثة أشخاص فقط، بحجة أنه لا يوجد مازوت، وجلسنا شابتين وشابين بخجل كبير، وهنا قلت في نفسي أن السائق لن يأخذ منا التعرفة كاملة بل سيقسمها على عدد الركاب بكونه رأف بالركاب وأجلسنا أربعات، ولكنه طالبنا جميعاً بدفع الأجرة كاملة 180 ليرة، وهنا تأكدت أن رأفته بنا كانت لصالحه الشخصي، وقد امتطى عدم توفر المازوت حجة لجشعه».
«وهنا لم أتمكن من كبت ثورتي فقلت له "لو أن أختك هي من ينتظر معنا هل تقبل أن تجلس محشورة بين الشباب»، فأجاب بسخرة «إذا ما عجبك خدي تكسي، ما في مازوت شو بعملك أنا، روحي اشتكي للمحافظ»، وبدأت أفكر واحسب بيني وبين نفسي كم زادت أرباح رحلته من "طرطوس" إلى "بانياس"، فكانت نتائج حساباتي 700 ليرة، فقلت في نفسي هو خصص هذا الربح لنفسه وسيحصل عليه بطريقة أو بأخرى، كما فعل السائق في رحلة الصباح عند قدومي للعمل من "بانياس" إلى "طرطوس" حين أخبرنا أنه يشتري المازوت من السوق السوداء بسعر 400 ليرة، ولا أحد يهتم له، وأنه عمله هذا خدمة لنا، يعني "ضاربنا بمنية" كبيرة، وأخبرنا على الجلوس أربعات في المقعد.
السائق "أحمد" العامل على "تكسي عمومي"، فرح عندما سمع عن إمكانية توفر البنزين الحر بسعر التكلفة أي بحوالي 600 ليرة لليتر، وأكد أن فرحه هذا سيزيد من أجوره بشكل نظامي، وهنا قال لجريدتنا: «عم أشتري البنزين حر من السوق السوداء بسعر 500 ليرة، وعم أنضرب بألف منية، لذلك رفعت أجور النقل من تلقاء نفسي، وكتير منيح إذا توفر بسعره الجديد 600 ليرة لأني رح ارتاح من المنية وارجع أرفع الأجرة ضمن المدينة وما حدا رح يحكي معي، ويلي مش عاجبه يروح يشتكي».
السائق "زهير" يملك سيارة أجرة أتوماتيكية وهي تستهلك وقود أكثر من السيارة ذات الغيار العادي، ويحصل على أجور مضاعفة من الركاب، بينما السائق "أياد" يملك سيارة ذات غيار سرعات عادي وأسعاره مقبولة من قبل الجميل، كما قال "يوسف م" الذي جرب السائقين وأكد أنه لنا يعاود الركوب مع السائق "زهير" خاصة بعد صدور قرار توفر البنزين بسعره الحر، لأن أسعاره ستكون كاوية بالتأكيد.
يذكر أنه صدر قرار بتوفر مادة البنزين ذات الأوكتان 95 بسعر التكلفة أي 600 ليرة، وهو من ناحية جيد للمحرك وأقل ضرر بالبيئة وسيخفف من ضغط الطلب، ولكنه سيساهم برفع أجور النقل بكل تأكيد.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: