أزمة البنزين في اللاذقية تلهم بشار إلى "جائزة اختراع" !

رماح زوان
«لا أعلم ما هو الحل بالضبط، لكن الحالة تشبه إصابتي» يقول أبو أليف سائق سيارة الأجرة في اللاذقية، ثم يرمق الرتل الطويل المؤدي إلى "كازية حورية" عند "دوار الزراعة"، ويردف «الانتظار هذا يذكرني بغرفة العمليات، حين كنت أريد الخروج منها بأسرع وقت».
أصيب الرجل الأربعيني برصاصة في قدمه عام 2012 مع بداية الأزمة السورية بحمص، حيث كان ضابطاً في الجيش السوري برتبة رائد، وتسببت الإصابة بإعاقة دائمة في المشي تسرح على إثرها. تفرَّغ بشار بعد تسريحه للعلاج ولعائلته، إضافة للعمل على سيارة أجرة، يقول «العمل على التكسي لا يتطلب جهدا في المشي وهذا مناسباً لإصابتي، وأستطيع من خلال هذا العمل كسر الروتين اليومي».
«لكن الأمور بدأت بالتفاقم» يصف بشار الحالة المعيشية الصعبة خلال حديثه مع جريدتنا، ويتابع «الغلاء ومتطلبات أطفالي الثلاثة حتّمت عليّ تحويل عملي على التكسي من وسيلة للتسلية إلى عمل حقيقي يلزمه الالتزام والاستيقاظ والجلوس طويلا»، إلا أن أبو أليف لم يعلم أن هذا العمل سيلزمه أيضاً انتظار ساعات طويلة يومياً لتعبئة كمية قليلة من البنزين ليستمر في عمله.
تسمح إصابة بشار بالجلوس خلف المقود والعمل ست ساعات يومياً، يؤمّن من خلالها دخلاً إضافياً مقبولاً، أما اليوم فيقضي نصفها منتظراً على محطات الوقود حتى يجيء دوره بالتعبئة وسط ازدحام خانق وشلل شبه تام في شوارع اللاذقية بسبب أزمة البنزين الحالية التي تشهدها سوريا، في حين تنفي مصادر رسمية وجود أزمة بنزين وحسب قولها إن «ما يحصل هو تأخر وصول صهاريج الوقود من مصدرها».
لا يتبع بشار سياسة يتبعها معظم سائقي التاكسي، وهي زيادة الأجرة بحجة الازدحام والانتظار، ويقول «إذا كان الجميع ينتقد فعل ما، وبنفس الوقت يقوم بهذا الفعل، كيف سنصل إلى حل يوقف الإرهاق المادي» واصفاً الحالة بأنها دورة مغلقة للربح لا تعود بالفائدة على أحد، إن كان عامل محطة أو سائق تكسي أو ميكانيكي وصولاً للمواطن العادي.
يلتزم الضابط المسرّح بالصمت، عند رؤيته لسيارات مفيّمة تدخل من طريق فرعي متجاوزة الطابور المخصص للانتظار، ثم يقترح حلاً قال -ساخراً- إنه يستحق عليه "جائزة اختراع" وهو «لو أنهم يخصصون كازية للسيارات المفيمة والمتنفّذين، علّهم يريحون الشعب المغبون من عيشته المصبوغة بذات اللون الذي يغطي بللور سياراتهم».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: