أين اختفت النجمات؟ .. "الجزء الثاني"
جوان ملا
تعرفنا في الجزء الأول عن بعض النجمات اللاتي اختفين عن الساحة الفنية نتيجة ظروف مختلفة، ونتابع الآن في الجزء الثاني القسم الآخر منهن:
ـ مايا نصري:
حتى اليوم لا أحد يستطيع نسيان أغاني "مايا نصري" الشهيرة مثل "خليني بالجو"، "أخبارك أيه"، "روح" و غيرهم، بدأت مايا مشوارها في الفن عام 1999 من خلال برنامج "كأس النجوم"، عملت مذيعة لفترة في التلفزيون اللبناني ثم انتقلت لعالم الغناء الذي تركت فيه بصمة أكثر من التمثيل، ففي التمثيل لعبت بطولة العديد من الأدوار في السينما والتلفزيون حيث كان لها في السينما "كود 36"، "خارج على القانون" وآخرها فيلم "قسطي بيوجعني" الذي عادت فيه كممثلة للجمهور بعد غياب عن الشاشة الذهبية.
أما في التلفزيون فقدمت أدواراً مهمة في مسلسلات "رجال الحسم"، "سلطان الغرام" وكان آخرها في مسلسل "سر علني" عام 2012.
لكن بقيت نصري في عيون الناس المغنية صاحبة الصوت الرقيق والحساس والذي استطاعت إيصاله للعديد من الناس الذين أحبوها وانتظروها مطولاً.
وكانت أسباب غيابها عن الفن هو زواجها من "إيهاب لمعي" وإنجابها لطفلين، فابتعدت لفترات متقطعة وأولت اهتمامها لعائلتها أكثر.
في صيف 2018 طرحت مايا أغنية "ماحدش حكالك" لكنها لم تنجح كما أغانيها السابقة رغم شغف الجمهور لسماع صوتها من جديد، ويبدو أن المفاضلة بين أغانيها القديمة مثل "لو كان لك قلب" و "جايي الوقت" ستكون صعبة على الجميع فالعودة يجب أن تكون قوية كي لا يُخذل جمهورها.
ـ ألين خلف:
تصدر "ألين خلف" بين الفينة والأخرى وبفترات متباعدة أغانٍ منفردة، إلا أن وهج ألين أيام التسعينات قد خفّ مؤخراً رغم صوتها القوي.
ألين شاركت في برنامج "ليالي لبنان" وأجمعت اللجنة على موهبتها، وأصدرت عدة ألبومات غنائية منها "دلع الحبايب" "عز عليا"، "وايد وايد" وغيرهم وقد لاقوا وقتها نجاحاً كبيراً.
فضلاً عن الكليبات المتميزة التي صورتها مع "سليم الترك" ونالت شهرة كبيرة بسبب غرابة أفكارها آنذاك.
آخر ألبوم أصدرته خلف في 2005 بعنوان "صدفة" أما آخر أغنية سنغل كانت عام 2013 بعنوان "ما قلّ و دلّ"، ومن وقتها وهي تختفي عن الساحة الفنية خصوصاً بعد إنجابها لابنتها "ليفي" عام 2014.
ـ جوانا ملاح:
تمتلك الفنانة اللبنانية "جوانا ملاح" خامة صوت مميزة أهلتها الحصول على الميدالية الذهبية للأغنية الفلكلورية في برنامج "استديو الفن" وتحولت جوانا لنجمة أيام التسعينات ونالت صيتاً ذائعاً في عالم الفن خصوصاً أغنية "شيناناي" من ألبومها "شيناناي" والتي حققت شهرة واسعة، وتلتها عدة أغاني لاقت رواجاً مثل "عليك عيني" و " هتفضل في قلبي" الذي كان ألبومها الأخير عام 2006 وأنتجته "ميلودي" واختفت جوانا مع اختفاء "ميلودي" ولم تعد تصدر أغانٍ إلا فيما ندر، وحتى أغانيها المنفردة الجديدة أصدرتها بمواضيع وطنية أو إنسانية كان آخرها أغنية "العطاء" عام 2011 التي شجعت فيها على إعطاء أطفال العالم حقوقهم.
ـ كاتيا حرب:
فنانة لبنانية شاركت في برنامج "استديو الفن" في نفس دفعة "إليسا" و "وائل كفوري".
نجحت كاتيا في فترة قصيرة وجذبت الأنظار إليها من خلال الأغاني المنفردة التي أصدرتها مثل "لو بتعدن"، "الباب العالي"، "بايعني" وحقق ألبومها في 2004 نجاحاً كبيراً تحديدأً أغنيتي "قد الحب" و "ما فينا" التي صورتها على طريقة الفيديو كليب وكانت من أوائل تجارب المخرجة "نادين لبكي" في عالم الإخراج.
انسحبت "كاتيا" وهي في أوج نجاحها من الساحة الفنية وذلك لدراسة اللاهوت في جامعة "الكسليك" ولم نعد نسمعها إلا في التراتيل الدينية التي صدرت ضمن ألبوم بعنوان "نجمة غريبة" عام 2012.
هؤلاء الفنانات وغيرهن الكثيرات اختفينَ لأسباب اجتماعية أو دينية أو غيرها، إنما رغم ذلك تركنَ بصمة لا تُمحى في عالم الفن حتى يومنا هذا.
لكن إذا ما تساءلنا عن وضع الفن حالياً، هل نجد فنانة جديدة تظهر في الساحة الفنية وقادرة على أن تترك بصمتها حتى لو اختفت؟ ، أم أن الأمر أصبح حكراً على أيام التسعينات ولا يتكرر خصوصاً في ظل هيمنة السوشال ميديا والتكنولوجيا على حياتنا التي حجّمت كل عمل فني مهما كان متميزاً؟، فلم تعد حالة الحنين والشوق لأغنية أو كليب موجودة كما السابق!!، فضلاً عن ظهور فنان جديد كل يومين!!.
ربما الأمر أصبح الآن برهن الجمهور الذي تغيرت ذائقته وأصبح روبوتاً آلياً تسيّره كمية انتشار العمل الفني على وسائل التواصل لا أهمية هذا العمل، خصوصاً إذا ما لاحظنا أن بعض هؤلاء الفنانات عدنَ بأغانٍ جديدة لكنها لم تنجح كما السابق، فيبدو أن الأصوات الحقيقية ضاعت في جعجعة فنية وتكنولوجية بلا طحن.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: