Thursday May 16, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"أيمن زيدان" وحنين الماضي

"أيمن زيدان" وحنين الماضي

جوان ملا

 

"سيبيا" برنامج انطلق على قناة "لنا" السورية ويقدمه الفنان القدير "أيمن زيدان"، ومعنى الاسم حسب زيدان هو الاسم الذي يُطلق على اللون البنّي المُحْمَرّ، ففي تقنيات التصوير، وعندما بدأت تدرّجات اللون البني تدخل على الأبيض والأسود، وُلد لون يُدعى "سيبيا".

 فكرته قائمة على استضافة شخصيتين من كبار السن ليتم الحديث معهما عن تفاصيل ومراحل عمرية يستعيد معها المشاهد ذكريات قديمة من أيام الخمسينات وما قبل أيضاً، إلا أن البرنامج ومن حلقته الأولى لاقى ردة فعل عنيفة من البعض، خصوصاً من جيل الشباب الذين اعتبروا أنهم غير مستعدين لتضييع ساعة من وقتهم على مشاهدة أشخاص غير معروفين، ليأتي هذا البرنامج ويقدّمهم للناس على أنهم تاريخ وذاكرة حاضرة.

إلا أن "أيمن زيدان" لم يُقدِم على هذا الخيار عن عبث، لا طمعاً بالمال ولا تحصيلاً للثروة ولا بحثاً عن شهرة، فهو سبق بأعماله هذه العناصر، إلا أنه كان يحاول تقديم فكرة عن أيامٍ يسترجع معها المشاهد ـ وهو نفسه كممثل ـ راحة البال والهناء، بعيداً عن الحروب والوجع والتشرد وحتى وسائل التواصل الاجتماعي التي لم تجلب للمجتمعات سوى التعب والتقهقر.

قامة فنية كأيمن تسعى دوماً للعودة إلى تفاصيل الماضي وتفعيل الحنين الذي افتقده بفقدان ابنه "نوار" وضياع الأيام الجميلة التي كان فيها حالماً، وبروح متّقدة، هو اليوم لا يجدها، فرأى بهؤلاء الأشخاص الذين يستضيفهم في برنامجه شيئاً من تاريخ عميق مليء بالحب الذي طالما نادى به في أعماله وحتى منشوراته على "الفيسبوك".

"سيبيا" قد لا يكون مثالياً في إعداده، وقد لا يعجب الكثيرين من جيل الشباب وحتى الكبار، إنما هو حتماً برنامج خاصّ بمشاعره يَهِبُ من رائحة الماضي دفئاً نبتسم معه ونستعيد مع روحه تلك الأيام التي لا تُنسى.

وبعد عرض الحلقة الأولى كتب "أيمن زيدان" على صفحته في "فيسبوك" رسالةً وجهها للجميع وضّح فيها طبيعة البرنامج وختم قائلاً: "أعتذر من كل الذين يبحثون عن التسلية الفارغة من المحتوى فهذه ليست مهمتي".

فهل ستكون مهمة الفارغين بعد اليوم وبعد هذا المنشور بالتحديد توجيه الشتائم لفنانٍ قدير لم يسقط قبلاً في تجاربه؟

 

المصدر: خاص

شارك المقال: