Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

عيد الصفحات البيضاء

عيد الصفحات البيضاء

نوار زيتون

في عيد ميلادها تغرد وحيدة منعزلة عن كتّابها، في بلد يجهل تاريخ  ولادتها لقلّة تأثيرها، فرغم افتراشها أرصفة الطرقات في عاصمة الثقافة، وتصدّرها للأكشاك عند مواقف "الباصات"، إلا أنها تبقى بعيدة عن حال المواطن السوريّ، إنها صحافة الشارع السوري ونافذته إلى العالم، على اعتبار أن صوتها مسموع في المنابر!. 

عند مدح الصحف لابد من وضع عبارات الثناء بين قوسي "سلنغو"، خشية انبهار القرّاء على كثرتهم!!، من "المعلّقة" التي سيصدرها اتحاد الصحفيين في يوم من الأيام، لأن صفحته على الفيس بوك يبدو أن عيد الأضحى عندها خمسة أيام لا أربعة!. 

حال الصحافة السورية، اليوم،كحال شاب أعزب  يحتفل بعيد ميلاده وحيداً، بعد هروب حبيبته منه، لكثرة نمطيته وحفاظه على أسلوبه الممل، فالصغير في سوريا قبل الكبير لا يرى الصحافة الورقية إلا بيد أمه عندما تستخدمها في مسح "البلور"، أو ورقةً  يُلف بها سندويشة الفلافل في الأسواق الشعبية.

فالمثل الشهير الذي يتداوله الشارع السوري "كلو كلام جرايد"، لم يأت من فراغ، بل خرج على لسان كبار السن الذين سئموا من نمطية صحافة بلدهم، ويتداوله عامة الناس بعد أن  آمنت  بمواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الصحافة، ليس من باب مواكبة التطور وحسب، بل لخيبة أملهم بسلطتهم الرابعة، خاصة بعد دورها الضعيف في الأزمة التي تعرضوا لها . 

لم يكن العيب يوماً بالكتّاب، بل في القوالب الجاهزة التي تتسمّر كقضبان السجون، فالمواد الصحفية كلها كلام "مغشوش" ومفبرك من قبل أصحاب "الكروش"، الصحافة السورية التي عرفت "محمد الماغوط" محرراً وكاتباً وغيره من رواد الأدب العربي، ليس بالبخيلة على تصدير أصحاب أقلامِ مبدعين.

عيدٌ للصحافة! ومن سيعايد من؟، حال هذا العيد الخجول يذكّرنا بجملة بائع "الغزلة" المشهورة في الأعياد  "اللي مالو غزلة مالو عيد"، جملةٌ تنطبق حرفياً على المهنة التي قدمت لنا الأحجار، وطلبت منّا أن نأكلها على أنها حلوى فاخرة!!

المصدر: خاص

شارك المقال: