Sunday May 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أيّ أسود يليق بالضبط بنسويات سوريا؟

أيّ أسود يليق بالضبط بنسويات سوريا؟

كريم مهند شمس

يبدو أن الأسود يليق فعلاً بعدد كبير من النسوة السوريات، وتحديداً هؤلاء اللواتي يفترض بهن أن يكن قائدات رأي، ناشطات ومدافعات عن حقوق المرأة، ولكن ليس ذلك الأسود الجريء الذي يرمز للاستقلالية والقوة، وإنما اللون الخجول الذي يسهل توريته عن الأنظار في عتم الليل لتحاشي المشاركة بكل خطوة تتخذ في المنطقة لنصرة المرأة وحقوقها.

وحتى لا تعتبر الأسطر السابقة مجحفة بحق المنظمات النسوية السورية والناشطات الحقوقيات ونسوة البلاد عموماً، فسؤال بسيط يفصل الوقائع عن التجريح؛ أين تلك الجهات جميعها من حرّاك "طالعات" الذي نظمته ناشطات فلسطينيات منذ أيام وامتدت مظاهراته النسوية السلمية من مدن بلادهن إلى العالم؟.

ونتحدث هنا عن الدعم المعنوي على الأقل ولو بكلمة أو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولو أدخلنا مثلاً وسم #طالعات سنجد وجوداً سورياً شبه منعدم، بينما ضجت صفحات التواصل العربية بالوسم وما رافقه من العبارات التضامنية من ناشطات حقوق المرأة وغيرهن من الشخصيات العامة والمواطنين، وحتى دفاعاً وجدالات مطولّة مع من عارض الخطوة.

ولنقطع الشك باليقين، تواصلت جريدتنا مع منظمة "النسوية" إحدى الجهات المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة في الوطن العربي وافريقيا، وطلبنا منها التعليق على غياب الدعم النسوي السوري ولو كان دعماً بالكلمة، لخطوة بهذه الدرجة من الأهمية لحقوق المرأة العربية التي تقاسم السوريات ذات القضايا من جرائم شرف وتحرش وغيره، ليأتي اعتذار عن الرد مفاده أن: "رئيسة المنظمة لن تجيب لأنها في إجازة ومعها المسؤولين عن متابعة منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمنظمة، مع التنويه إلى أن موضوع السؤال لم يحظ باهتمامها".

وبينما حملن المشاركات في "طالعات"حول العالم شعار "لا وجود لوطن حر إلا بنساء حرة" إحياءً لقضية إسراء غريب و28 امرأة أخرى كن ضحايا جرائم الشرف في فلسطين وحدها منذ بداية العام الجاري، اكتفت ناشطات سوريا طيلة ذلك الوقت بتأطير أنفسهن بالشعارات الفضفاضة وما يرافقها من عبارات الخيانة والعجرفة الذكورية والأسلوب المستغانمي والأسود الذي يليق به، ما يعكس بشكل أو بآخر ضعفاً في تنظيم نشاط المطالبات بحقوق المرأة السورية والتعديلات القانونية الضرورية لينلن ما يطمحن إليه يوماً ما.

وتستحضر ذاكرة الأخبار هنا واقعة مماثلة حدثت في دمشق منذ سنوات، حيث أُعلن عن مسير لدعم حقوق المرأة، طغى عليه آنذاك التواجد الذكوري فيما حضرته قلّة من النساء، لأسباب لا يعلمها إلا الله.

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: