Monday May 20, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

اتصال من المؤامرة الخارجية؟!

اتصال من المؤامرة الخارجية؟!

استيقظت بالأمس من "قيلولتي" عصرا، والتي هي جزء من الروتين اليومي الخاص بي، وقررت أن أشرب النرجيلة والمتة، وعندما انتهيت من إعداد ذلك، قررت أن أفتح صفحت  على فيسبوك وأتصفح أحداث وأخبار اليوم.

وبينما كنت أتابع المنشورات الأخيرة، فوجئت باتصال على الماسنجر من صديق (فيسبوكي) هو " كاسم الموزمبيقي".

علما أن الموزمبيق هي دولة ساحلية في أفريقيا تطل على المحيط الهندي، وتعتبر من أفقر دول العالم.

ومما زاد الأمر دهشة، أن كاسم تحدث معي بلغة عربية، وعلى الرغم من ركاكة لغته، إلا أنني استطعت أن أتواصل معه بكل سهولة.

يقول صديقي الموزمبيقي أنه شاهد الأزمات والصعوبات التي يعاني منها السوريين على صفحات التواصل الاجتماعي، فنسي همه على مبدأ (يلي بشوف مصيبة غيرو بتهون عليه مصيبتو) وقرر أن يتصل بي ليطمئن على أحوالي.

فأكدت لكاسم أن كل مايراه عبر صفحات التواصل الاجتماعي ماهي إلا فتن وأكاذيب تُدار من الخارج، هدفها إحداث بلبلة في صفوف الرأي العام.

في البداية كانت الصدمة كبيرة على كاسم، فعاود وسألني عن المسؤولين والفوضى وتفشي الفساد وأزمات المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام فرص العمل وارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تضج بها صفحات السوريين على الفيسبوك.

فبدأت بالمسؤولين، وشرحت لصديقي عن المعاناة التي يعيشها مسؤولينا، فهم لا ينامون ليلا ولا نهارا، حتى وإن ناموا فهم يفكرون براحة المواطن.

ثم ضحدت الأكاذيب التي يروجها البعض عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا، مؤكدا لكاسم أن الرخص لدينا وصل لمرحلة أضحى فيها سعر الفاكهة أقل بكثير من سعر الخضار.

كما شرحت له كيف اجتز مسؤولينا الفساد من جذوره، دون أن يستثنوا منه كبيرا أو صغيرا، حتى وصل بهم الأمر لموظف ارتشى 50 ليرة سورية، وكيف لم ينج بائع جوال بـ 3 ربطات خبز من حملتهم ضد الخارجين عن القانون.

ثم أوضحت لكاسم أن أزمات المحروقات ليست موجودة إلا على مواقع التواصل، وبإمكان أي مواطن سوري أن يقف على طابور الغاز بجانب أي وزير أو سفير وينال قارورته خلال دقائق.

كما حدثت كاسم عن قرارات مسؤولينا، كقانون حظر المواقع الإباحية وقانون محاسبة سارق المنشورات الالكترونية، بعد أن اكتشفوا أنه لم يبق في بلدنا ما يخدش الحياء العام إلا هذه الأمور.

وبعد كل هذا الشرح، سألني صديقي عن الاتحاد الرياضي السوري وقصة الجمعة والدباس بعد خروج المنتخب السوري لكرة القدم من كأس آسيا، فأكدت بأنه لو الاستقالة لكل من جمعة والدباس تعيد الفوز لمنتخبنا، فسيقدمون استقالتهم بلا شك، ولكن كل القصة أن الرجل (موفق جمعة) لا يحب كرة القدم ولذلك حدث بعض اللبث في هذا الموضوع.

فجأة انقطع التيار الكهربائي، وانقطع بذلك الاتصال مع كاسم، ومعه انطفأت المدفأة الكهربائية، وليس لدي مازوت لإشعل مدفأة المازوت (الصوبا)، ثم وضعت يدي في جيبي واستخرجت بيلا لأضيء طريقي للمطبخ كي أعيد تسخين أبريق المتة، فوجدت قارورة الغاز فارغة، لأضحك ثانية من أعماق قلبي قائلا في نفسي: سامحني ياالله فقد كانت كذبة بيضاء..

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: