Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

اتفاق هدنة وسط حقل من الألغام

اتفاق هدنة وسط حقل من الألغام

خاص_محمد_نادر_العمري

أستانا بنسختها الثالثة عشر تعيد رسم توافقات غير مضمونة النتائج ومتناقضة المصالح، وتعيد للواجهة فكرة مناطق خفض التصعيد واتفاق سوتشي الذي لم ينفذ بل كان محاولة تركيا لكسب الوقت واستغلال الظروف الإقليمية والدولية والصراع الدائر ضمن هذين النظامين لتحقيق مكاسب على صعيد سياسته الخارجية.
ونجاح وقف إطلاق النار مرة جديدة مرهون بعدة مقومات:
1.قدرة تركيا باعتبارها ضامن للمجموعات المسلحة على فرض ماتم التوافق عليه مع روسيا وإيران على هذه المجاميع، وبخاصة الانسحاب 20 كم بعمق منطقة خفض التصعيد، وسحب السلاح الثقيل وفتح الطريقين الدوليين وفك ارتباط هذه المجموعات بالنصرة والمجموعات المسلحة.

2. مدى التزام التنظيمات المصنفة إرهابية كالنصرة وحراس الدين والتركستاني وغيرهم على الانسحاب والالتزام، ولاسيما أنهم اتبعوا أساليب التفافية ومراوغة منذ توقيع سوتشي في أيلول الماضي سواء من حيث تخبأة السلاح وعدم تسليمه أو بحفر الخنادق وإعادة التموضع.

3. أنقرة وافقت على نظام وقف إطلاق النار لعدة أسباب:
أولها تخفيف الضغط على المجموعات المسلحة في مدينة إدلب وإعادة هيكليتها وتسليحها.
ثانياً موافقة تركيا جاءت تحت الضغط الإيراني الروسي بعد نفاذ الصبر السياسي على أنقرة بعد تقديمها الأسلحة النوعية للمجموعات المسلحة التي لم تتوانى عن قصف حميميم ونقاط للجيش السوري والمناطق المدنية في حلب وريف حماة.
ثالثاً نوع من المناورة السياسية لتركيا بهدف القفز على حبل المساوامات بين موسكو وواشنطن، فأنقرة تريد التقارب مع موسكو في محاولة منها للقبول بإقامة منطقة آمنة وفي ذات الوقت قد تبحث عن تهدئة جبهة إدلب للتفرغ نحو عدوان عسكري باتجاه مناطق شرق الفرات لفرض المنطقة الآمنة على ميليشيات قسد والولايات المتحدة وفق المطلب التركي وخاصة أن الأخيرة قد تستثمر انشغال ترامب وإدارته بالجولات والمناظرات الانتخابية داخل الحزبين الأمريكيين لانتقاء مرشح للانتخابات الرئاسية القادمة.

المؤشرات بمعظمها تتجه إلى أن الساعات القادمة ستظهر هشاشة هذه الهدنة، وبخاصة في ظل رفض سيكون واضح من المجموعات المسلحة، ولكن في ذات الوقت الأطراف الضامنة تريد الحفاظ على الهدنة بهشاشتها للتأكيد على بقاء مسار أستانا أولاً ولنجاح الجهود الروسية في تشكيل اللجنة الدستورية وإعلانها ولرغبة طهران ثالثاً في توجيه صفعة للولايات المتحدة  بتأكيد دورها وثقلها على مستوى المنطقة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: