Sunday May 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«اتفاق أضنة».. كمخرج لـ«أنقرة» من مأزق «الآمنة»

«اتفاق أضنة».. كمخرج لـ«أنقرة» من مأزق «الآمنة»

حبيب شحادة

بعد أشهر طويلة من التنسيق والتشاور واللقاءات بين المسؤولين الأتراك والأمريكيين حول إقامة "المنطقة الأمنة"، حسم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" خياره في أنّ بلاده لن تشارك في أيّة عملية عسكرية في "شرق الفرات"، وأنّ قواته ستنسحب من مواقع في الشرق السوري. 

تغريدة ترامب هذه أصابت الرئيس التركي "أردوغان" بالإحباط لفشل "البيروقراطية العسكرية والأمنية الأميركية في تنفيذ الاتفاق المبرم بين البلدين بشأن المنطقة الآمنة"، وفق بيان الرئاسة التركية، التي أعلنت أنّ أردوغان سيلتقي ترامب الشهر المقبل للتباحث بشأن المنطقة الأمنة.

لكن ذلك لم يمنع أردوغان من البدء بتدخله العسكري في الشمال السوري لتنفيذ المنطقة الأمنة. 

وربّما لم يفقد الرئيس التركي أمله بعد في إقامة تلك المنطقة، وما زال يحاول مع الأمريكي للحصول على توغل داخل الأراضي السورية بعمق 30 ك م2 وعرض 480كم2، وهو ما ترفضه أمريكا التي تريد منطقة وفق اتفاق أضنة الموقع عام 1998، أي منطقة بعمق 5 ك م2 داخل الأراضي السورية.

وهذا ربّما يكشفه لقاء «ترامب – أردوغان» المقبل، حيث اعتبر الإعلان الأمريكي عن سحب القوات الأمريكية من نقاط حدودية مع تركيا في "تل أبيض" و"رأس العين"، و"المالكية"، إزالة للعقبات أمام القوات التركية للتوغل داخل الأراضي السورية، دون الاصطدام مع القوات الأمريكية التي رفضت المشاركة في تلك العملية العسكرية التركية، والتي حظيت برفض عربي ودولي لها دون القدرة على فعل شيء حتى اللحظة. 

وبموازاة ذلك دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداتها المتمركزة على الحدود السورية، وبدأت بتنفيذ عمليات قصف جوي داخل الأراضي السورية في كل من "تل أبيض" و "رأس العين" و"المالكية" تمهيداً لوصول قواتها في اليوم الخامس للعدوان إلى نقاط داخل هذه المدن الحدودية، وسط معلومات متضاربة عن سيطرة القوات التركية على "رأس العين". 

يرى د. "قاسم أبو دست"، دكتور في العلوم السياسية، في تصريح لجريدتنا أنّ «العدوان التركي على الشمال السوري، يُشكل خرق للسيادة السورية وضرب لمسار "أستانا" التي تشكل تركيا إحدى دوله"، ما ينعكس سلباً على واقع التسوية السياسية، وعلى مسار اللجنة الدستورية التي لم يمضي وقتاً طويلاً على إعلانها»، وفقاً للدكتور "قاسم". 

لكن بالمقابل يُشكل التهديد الأمريكي بتدمير الاقتصاد التركي، وفرض عقوبات على تركيا، كابح لتركيا في مسعاها لتنفيذ المنطقة الأمنة بمفردها وبالمساحة التي تريدها، ما يدفع التركي للتوجه والتنسيق مع الروسي للخروج من مأزق المنطقة الأمنة، التي قد تتحول إلى تنفيذ عمليات محدودة داخل الأراضي السورية بما يتوافق واتفاق أضنة، وبما يمنع قيام كيانات انفصالية تشكل تهديد للأمن التركي. 

ويشير د. قاسم أبو دست، إلى أنّ «تركيا ليس بمقدورها إقامة المنطقة الأمنة وفق تصوراتها المعلنة، نظراً لتأثير ذلك على الداخل التركي اقتصادياً من جهة، ولرفض معظم الدول الفاعلة في المسار السوري للتدخل التركي في الشمال السوري من جهة أخرى». 

عند هذه اللحظة من تاريخ الصراع السوري، ينتهي الحلم الكردي بغرب كردستان (روج أفا) كدولة كردية، حيث أنّ فائض القوة التي شعر بها الكرد نتيجة الأزمة/الحرب السورية انتهى، ولم يَعد له أيّة ترجمة سياسة على أرض الواقع، ولم يَعد أمام الأكراد (القيادة السياسة) سوى ممر واحد، وهو أن يكونوا جزء من سوريا ما بعد الحرب.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: