Monday May 20, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أطفال ينقبون في النفايات لإعالة أسرهم

 أطفال ينقبون في النفايات لإعالة أسرهم

وسط أكوام من النفايات قرب مخيم للنازحين في شمال غرب سوريا، يقلّب الفتى "سبع الجاسم" النفايات بواسطة قضيب حديدي بحثاً عن مواد بلاستيكيّة يمكنه بيعها والمساهمة في تأمين قوت عائلته التي تعيش ظروفاً صعبة.

ويقول سبع (15 عاماً): «أقوم بجمع كيسين من البلاستيك يومياً وأبيعهما لأتمكّن من شراء الخبز لعائلتي المؤلفة من تسعة أطفال مع والداي».

 ويقصد هذا الفتى مكب القمامة الواقع قرب قرية "كفرلوسين" في محافظة إدلب مع اثنين من أشقّائه وشقيقته، ما يخولهم يومياً جني ألف ليرة سورية، ما يعادل دولارين، كما تقصد نساء وأطفال المكب ذاته بحثاً عن خردة أو مواد بلاستيكية لبيعها، فيما تبحث أغنام بين النفايات عما يسدّ جوعها.

ويوضح سبع: «نشتري الخبز والبطاطا والخضار والبندورة» قبل أن يتابع ببراءة «ليس لدينا مالاً لشراء اللحم»، ومع وصول حافلة جديدة محملة بالقمامة، يسارع النساء والأطفال في الموقع للبحث بين الأكياس، غير آبهين لسحابة الغبار المنبعثة جراء إفراغ الحمولة ويرتدي أغلب الأطفال أحذية بلاستيكية. ويضع موفورو الحظ منهم قفازات بينما يستخدم معظمهم قضيباً معدنياً ملتوي الرأس لمساعدتهم في عملية البحث.

وترزح الشريحة الأكبر من سكان سوريا تحت خطر الفقر، وتضم محافظة إدلب وحدها، والواقعة بشكل شبه كامل تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، نحو ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم من النازحين من مناطق أخرى. ويتعيش غالبيتهم من مساعدات غذائية تقدمها الأمم المتحدة ومنظمات محلية، بالكاد تكفي لسد رمقهم.

نتيجة الارتفاع الهائل في الأسعار وخسارة السكان لمصادر دخلهم، تعاني سوريا من "انعدام الأمن الغذائي"، وفق ما أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة في شهر كانون الأول/ديسمبر. ويعاني 6,5 مليون شخص من عدم القدرة على تأمين حاجاتهم الغذائية.

بعدما ينتهي سبع الجاسم من مهمته اليومية، يبيع كل ما يجمعه لجاره الذي ينقل الأكياس إلى بلدة الأتارب المجاورة حيث تجري عملية إعادة تدويرها، الحاجة لمصدر رزق يطعم عائلة مكونة من تسع أشخاص اضطرت جاسم ابن الخامسة عشرة لتحمل الروائح الكريهة والأمراض المنبعثة من القمامة.

 

المصدر: رصد

شارك المقال: