أسواق عيد الأضحى تنتعش من جيب الموظف الحكومي

نورس علي
قصدت ربة المنزل "لمياء شدود" سوق مدينة "طرطوس" لتشتري حاجات عيد الأضحى من ألبسة لأطفالها الأربعة وبعض المكونات الأساسية لحلويات "كعك العيد" و"البرازق"، فزوجها الموظف الحكومي استلم راتبه الشهري قبل أوانه، بعد أن اعتاد على قبضه في العشرين منه تقريباً.
"لمياء" وبحسب تصريحها لجريدتنا قسمت الراتب الحكومي الذي تدرك تماماً وبعين اليقين أنه لا يتناسب أبداً مع الواقع الاقتصادي الحالي، قسمته إلى ثلاثة أقسام، قالت عنها: «القسم الأول وقدره ثلاثين ألف ليرة سيكون لشراء حاجيات العيد من ألبسة ومكونات الحلوى التي سأصنعها يدوياً في المنزل لتكفي العائلة، لأن أسعار الحلويات الجاهزة مرتفعة جداً تصل إلى /4000/ ليرة للكيلوغرام وليست ضمن قدراتنا المادية، أما القسم الثاني من الراتب فهو لتجهيز المؤونة الشتوية من المكدوس والزعتر وبعض المربيات بكميات قليلة تقينا الحاجة مع انخفاض قيمة الدخل الشهري، بينما القسم الثالث من الراتب فهو لمتابعة الحياة البسيطة المتواضعة لأكثر من عشرين يوم حتى انتهاء الشهر».
حال ربة المنزل "ليلى وجيه" لم يختلف عن حال ربة المنزل "لمياء" فهي تعتمد على الراتب الوظيفي لزوجها في حياتها المعيشية، وزوجها لا يعمل أي عمل خارج أوقات دوامه الطويل، إلا أنها تدبرت أمورها مسبقاً بالاشتراك بجمعية قيمتها نحو 100 ألف ليرة ستستمر بدفعها عاماً كاملاً، وهنا قالت: «في كل عام تقريباً اشترك بجمعية قيمتها 100 ألف ليرة اخصصها للظروف الطارئة، وهذا العام قبضتها قبل عيد الفطر الماضي وخصصتها للتسوق للعيدين، فأنا لا أرغب أن يشعر أبنائي الخمسة بالنقص أمام أقرانهم حتى ولو كان والديهما موظفين، واليوم أتسوق لعيد الأضحى من المحال التجارية الموجودة في الشوارع الفرعية والأزقة للحصول على أسعار مقبولة، فالمحال التجارية على الشوارع الرئيسية أسعارها كاوية جداً، فسعر البنطلون الولادي حوالي 4000 ليرة بينما اشتريته بـ2500 ليرة، أما البلوزة فاشتريتها بحوالي 2000».
الجيوب المليئة بالرواتب الوظيفية والتي تزامنت مع اقتراب عيد الأضحى المبارك ساهمت بانتعاش الأسواق بشكل عام، خاصة وأن نسبة كبيرة من المواطنين تعتمد على هذا الدخل الحكومي في حياتها اليومية المعيشية، فلا عيد أو تسوق دونه، كما قال صاحب محل الحلويات "فراس ص" الذي يدرس بحسب تصريحه لجريدتنا الوضع الاقتصادي العام لفترة قبض الرواتب الشهرية وعليه يقدر الكميات التي يجب تجهيزها من حلويات العيد، فإن حضر العيد في بداية الشهر تقريباً يصنع حوالي 1000 كيلوغرام من الحلويات المشكلة، وإن كان في منتصف الشهر وما بعد يصنع حوالي 500 كيلوغرام منها فقط، ويتابع: «أسعار المواد الأولية التي أصنع منها أفخر أنواع الحلويات الشرقية والغربية مرتفعة جداً، وهذا انعكس على أسعار الحلويات بشكل عام، يضاف إليها أجور اليد العاملة التي ارتفعت أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب، مما أدى إلى وجود طبقة مجتمعية معينة قادرة على استهلاك الحلويات الجاهزة، بينما الغالبية تصنعها في المنزل».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: