عرض فني مفاجئ في باصات النقل العامّة يلطّف "رطوبة" اللاذقيّة !
رمَّاح زوان
كاد أن يكون يوم أمس كغيره من أيام الصيف الساحلية التي يثقلها ارتفاع نسبة رطوبة الجو ودرجات الحرارة المرتفعة خاصة في باصات تمتلئ بمن يستخدمها للتنقل بأقل سعر ممكن، لولا أن شباباً سوريين نشروا عبير فنونهم فيها لترتسم الدهشة والابتسامة على وجوه الركّاب!
انتهى العرض الفني الذي نفذه عدة شبان وشابات يوم أمس دون سابق إعلان في باصات النقل الداخلي، لكن الحديث عنه لم ينتهِ، ولايزال صدى نجاحه حديث أهالي اللاذقية.
حيث أحيَت مديرية الثقافة في اللاذقية بالتعاون مع البيت العربي للموسيقا، وبمشاركة نادي المتطوعين في الأمانة السورية للتنمية بمناسبة اليوم العالمي للموسيقا احتفالية (مدن الفنون - الباص الثقافي) التي تضمَّنت عروضاً سينمائية وموسيقية ومسرحية وغنائية وفنية منوعة، داخل باصات النقل الداخلي العاملة على خطوط مختلفة ضمن مدينة اللاذقية، وعلى مدى ثلاث ساعات.
جورج حداد (31 عام) أحد العازفين المشاركين في الفعالية قال لجريدتنا إنّ هدف الفكرة هو نشر الفرح في قلوب أكبر شريحة من الناس بطريقة بسيطة عبر الموسيقا التي لم تكن يوماً حكراً على رواد المراكز الثقافية أو الحفلات أو المطاعم والفنادق، لذلك كان اختيار باصات النقل الداخلي، التي انتشر فيها ثلاثة فرق موسيقية، بمعدل خمسة عازفين وثلاثة مغنّين في كل باص، لتأدية أغنيات مدروسة في اختيارها بشكل يناسب الذاكرة السمعية للناس من أغنيات معروفة للسيدة فيروز و الراحل فهد بلان إضافة إلى أغنيات شعبية تراثية أخرى.
وبدوره بيّن منسق نادي المتطوعين في الأمانة السورية للتنمية علاء الكابري لجريدتنا أن الهدف من الفعالية هو نقل الفن من مسارحه الاعتيادية الثابتة ليكون بجوار أكبر شريحة من الناس في الشوارع والأزِقّة عن طريق باصات النقل العامة، حيث تشكِّل أمكنة للتجمع بمختلف الأوقات والأماكن.
كذلك أوضح الكابري أنّ الرسالة من هذا العرض تحمل في طيّاتها عبارات سلام ومحبّة من اللاذقية إلى جميع السوريين والعالم من جهة، والإضاءة على مواهب الشباب السوري من جهة أخرى.
ولم يُخفِ الكابري التخوّف المُسبَق من تقبُّل الفكرة كونها غير مألوفة في مجتمعنا، إلا أنّ الخوف تلاشى مع بدء العرض بسبب الإعجاب الكبير والتشجيع من قبل جميع المواطنين في باصات النقل، حيث غطّت الفعالية خطوط الباصات التي تخدّم معظم مدينة اللاذقية، مشيراً إلى أنّ الأيام القادمة قد تحمل معها فعالية جديدة في أماكن أبعد .
مشهد نتابعه باستمرار على شاشات التلفزة ومواقع الإنترنت في بلدان أوروبية وغيرها، بات اليوم تجربة واقعية في بلادنا، فهل يكون حافزاً لاكتشاف مواهب دفينة كثيرة من المؤكد أنّ الشباب السوري يمتلكها في جميع المجالات؟!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: