أربعة أحداث كافية لمعرفة مصير المواجهة المقبلة بين أمريكا وإيران
عاد التوتر من جديد إلى منطقة الخليج، بعد تهديد ترامب بتدمير أية مركبة بحرية إيرانية تقترب من السفن الأمريكية في الخليج، وردت عليه طهران بالمثل، متوعدة بتدمير أي قوة أميركية في الخليج تهدد أمن سفنها العسكرية وغير العسكرية.
التوتر الحاصل، دفع كثيرين للتساؤل حول جدّية تهديدات ترامب، فيما شكك آخرون بالردّ الإيراني في حال استهداف سفنهم من قبل البحرية الأمريكية المتواجدة في المنطقة.
أربعة أحداث وقعت في الفترة الأخيرة، تجيب بنفسها عن إمكانية الردّ الإيراني ومستواه، في حال نفذ ترامب تهديداته، أما تبعات التنفيذ الأمريكي والرد الإيراني، فلا يمكن لأحد التنبؤ بعواقبه.
في أوائل العام الحالي أطلقت إيران عشرات الصواريخ الباليستية على قاعدة "عين الأسد" الأمريكية في الأنبار العراقية، فضلاً عن قاعدة جوية أخرى في أربيل، ردّاً على اغتيال أحد أهم قادتها العسكريين "سليماني"، بغارة جوية استهدفت سياراته في بغداد.
الرد الأمريكي على الضربات الصاروخية الإيرانية جاء خجولاً، وبعكس التوقعات المستقاة من تهديدات ترامب حينها في حال استهداف قواته في العراق، الذي اعتبر أن «كل شيء على مايرام»، وأنه مستعد لـ«السلام».
قبل هذه الحادثة، وتحديداً في 20 حزيران 2019، أسقطت إيران بصاروخ أرض-جو، طائرة بدون طيار تابعة للبحرية الأمريكية فوق مياه الخليج، بعد أن دخلت أجواءها، واكتفى ترامب بتغريدة قال فيها: «لقد ارتكبت إيران خطأ كبيراً».
أيضاً، في كانون الأول 2016، احتجزت إيران 10 بحارة أمريكيين في زورقين للبحرية الأمريكية بالخليج، ثم أفرجت عنهم لاحقاً، بعد أن تبيّن لها أنهم لم يدخلوا مياهها الإقليمية عمداً.
هناك حادثة أخرى مهمة، متعلقة باحتجاز إيران سفينة بريطانية في مضيق هرمز، ردّاً على احتجاز ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق، بالتزامن مع الإعلان عن تحرك قافلة من السفن الحربية الأمريكية عبر المضيق جزئياً، لمنع هذا النوع من الحوادث!.
إذا أمكن من خلال المراجعة السابقة لبعض الأحداث التنبؤ بإمكانية الرد الإيراني ومستواه، فإنه حتى الآن لم يجزم أحد بجدية التهديدات الأمريكية، وربطه البعض بمشكلة النفط، حتى أن وسائل إعلام أمريكية، قالت إنها حيلة قديمة استخدمها ترامب لرفع أسعار النفط الأمريكي، بعد انخفاضها بشكل غير مسبوق، حيث أن التوترات العسكرية في الخليج دائماً ماتؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط.
وهناك وجهة نظر أخرى، تقول بأن تهديدات ترامب، محاولة لتوجيه أنظار الرأي العام الأمريكي نحو تهديدات خارجية، بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد، وعدم الرضى الداخلي عن إدارة ترامب للجائحة، واتهامه بالكذب.. ووصل الأمر حد اعتبار تهديد الرئيس الأمريكي دعاية انتخابية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وتدني شعبيته بحسب استطلاعات الرأي الأمريكية.
ولكن كل ذلك، لايلغي القول بأن حالة التوتر الدائمة بين واشنطن وطهران، والتصعيد في أكثر من مناسبة، قد يحوّل التهديدات المتبادلة، في حال حصول خطأ في التقدير من أحد الجانبين، إلى مواجهة عسكرية فعلية، لا أحد يعرف أين وكيف تنتهي!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: