Friday March 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

انخفض سعر الدولار.. فهل انخفضت الأسعار؟

انخفض سعر الدولار.. فهل انخفضت الأسعار؟

«كل اللي ناقصنا وطن».. جملة سقطت سهواً من شفاه الخمسينية أم حسين التي فقدت أحد أولادها خلال الحرب في حلب، والآخر يعمل عتالاً في سوق الهال بدمشق، كانت هذه الجملة جواب على سؤال حول وضع الأسعار مؤخراً وهل انخفضت الأسعار؟ وهل تستطيع أن تشتري حاجياتها اليوم وبعد انخفاض سعر الدولار؟.

قال الكاتب الكبير محمد الماغوط «إن مراقبة الألم من خلف الزجاج شيء مضحك كالأطرش الذي يسمع موسيقى»، يسقط الواقع المعيشي السوري تحتها تماماً كقالب خلق لها، فما بال التجار والمسؤولين من الجوع الذي ضرب عرض حيطان المنازل السورية الفارغة من أقل الحاجات من الطعام أو الشراب.

يرجع هذا التدهور المعيشي بحسب أفواه كل الطبقات الاجتماعية باختلاف معيشتها إلى «الشبح الأخضر»، الذي فعل ما لم تفعله الحرب بالمواطن السوري، فجعل من كل أبٍ غير قادر على تأمين نوع «فواكه» اشتهاه طفله، كاذب بحجة "بكرا بجبلك منها" وانتظار الطفل يطول.. وجعل من كل أمّ خلاقة لأكلات غريبة مكوناتها ما استطاع ربّ المنزل «الوصول إليه سبيلاً» لتطعم أطفالها، في مثل هذا الغلاء وهذه المعاناة.

على الطرف الآخر من المجتمع نجد «الأيفون12»، والذي يبلغ سعره اليوم ثمانية ملايين ليرة سورية يباع وبشكل كبير في السوق السورية وغالبية المشترين هم أولاد تجار ومسؤولين أي "من دهن المواطن سقيلو" وبالحديث هنا لا نعمم أبداً ولكن نتحدث عن الأغلبية، فرغم انخفاض سعر الدولار اليوم في سوريا لا تزال الأسعار مرتفعة جداً دون تحريك ساكن فماذا يحصل؟!.

عند سؤال عدة محال في أسواق دمشق "الشعلان، الشيخ سعد، مشروع دمر، مزة86" وغيرها عن سبب عدم انخفاض الأسعار رغم أن الدولار انخفض سعره مقابل الليرة السورية إلى النصف تقريباً، الجواب واحد "اشترينا بالغالي"، وعلى هذه الجملة علق كثيرون «العمر بيخلص ويلي اشتروه التجار بالغالي ما بيخلص» فإلى متى؟.

بالتطرق إلى الفروج وأسعاره اليوم لا نجد فارقاً أبداً رغم أن حجة غلاءه بحسب المربين، شراء العلف «بالأخضر»، وحتى في نشرة وزارة التجارة الداخلية و"حماية المستهلك" لم ينخفض سعره.

رئيس لجنة مربي الدواجن "نزار سعد الدين" برر في حديثه لجريدتنا سبب ارتفاع سعر الفروج خلال هذه الأيام، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد مع بداية رمضان 6000 ليرة سورية ليصل اليوم إلى 7600 ليرة، إلى «ارتفاع أسعار العلف عالمياً مما أوقف المربين عن تربية الفروج في مداجنهم، الأمر الذي أدى إلى نقص كبير في المادة وازدياد في بورصة الطلب داخل السوق، فسارع مؤشر "سعر الفروج" إلى الارتفاع رغم هبوط الدولار، وهنا لا علاقة لذلك به ولو أن سعر الدولار بقي على حاله لكان سعر كيلو الفروج اليوم أكثر من 10 آلاف ليرة سورية».

"سعد الدين" أشار إلى وجود احتمالية ارتفاع سعر الفروج في الأسبوع القادم وسيستقر في نهاية الأسبوع. 

من جهة أخرى، رصدت "جريدتنا" أسعار عبوات المياه التي لا تزال على حالها ولم تنخفض مع العلم أن سبب غلائها، بحسب التصريحات الرسمية يعود إلى طبيعة المواد المصنعة للبلاستيك وأنها مستوردة بـ«الدولار».

يقول رئيس القطاع الغذائي في غرفة صناعة دمشق وريفها "طلال قلعه جي" في حديثه لجريدتنا معبراً عن غاضبه واستنكاره عن جملة "غلاء الأسعار" لأن السوق السورية بنظره تشهد انخفاضاً كبيراً في الأسعار، «لا نستطيع أن ننظر إلى الدولار فقط هاملين العقبات الأخرى التي تقف في وجه التجار، ولا نستطيع أن نطلب من المزارع الذي يدفع ضعفي سعر بضاعته لشحنها إلى سوق الهال، وأن يخفض من أسعاره، فهو على حق و"المواطن" أيضاً على حق وسائق الشاحنة لأنه يشتري صفيحة البنزين بـ100 ألف ليرة، لذلك يجب أن لا نتخذ من الدولار شماعة لكل شيء».

وختم «قلعجي» بالقول بأن «الأيام القادمة ستشهد أسعار جيدة تناسب السوريين».

 

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: