Thursday May 16, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"عنب بلدي ثقيل" .. و"مترفو الظهور" أحرقوا أنفسهم !!

"عنب بلدي ثقيل" .. و"مترفو الظهور" أحرقوا أنفسهم !!

عبد الغني الحمد 

" من أراد أن يصبح مقدماً للبرامج فليتجه للمعهد العالي للفنون المسرحية" أو "عليه أن يكون لاعباً معتزلاً"، حال هذه العبارة بات ملاذاً للكثير من خريجي الإعلام في سوريا مع رؤية الممثلين الذين يوزعون الهدايا القيّمة على المشتركين، أو الرياضيين المعتزلين ممن لم يعد يسعفهم قطار العمر لأن يستمروا بصولاتهم وجولاتهم في الملاعب والصالات، فوجدوا شاشة محلية تتسع لقهقهاتهم ودعاباتهم .. 

عند الحديث عن هذه البرامج، فإن الكثير من الأهوال والسقطات تطل برأسها، ومنها "التقليد" الذي لا يغيب عن فحواها، إذ أن "هيدا حكي" ولهون وبس" وغيرهما من برامج الـ "talk show" باتت هواجس عالية بالنسبة لغالبية مقدمي البرامج السورية، وهنا يُطرح السؤال الأهم: لماذا جاء هؤلاء الممثلون أو الرياضيون دون مواهب واضحة في التقديم، أو قيمة مضافة للبرامج التي توسم بأنها "ترفيهية".

ولا تنتهي المشكلة عند محاولة التقليد فحسب، بل إنها تمتد لتمسّ بصلب المعايير التي يعتمدها صنّاع البرامج حول العالم، وعند الحديث عن هذه المعايير فإن أهم ما يمكن استحضاره في هذا الميدان هو الإبهار البصري والقدرات الإبداعية لمقدم البرنامج إضافة لشهرته، لكنّ منتجي البرامج غيّبوا عن أذهانهم كل شيء وسعوا وراء شهرة المقدم و"ظرافته". 

"لا أمل"، يصيح مشاهد عُرض عليه "برومو" أحد البرامج مدة شهر كامل، في الصباح أو الظهيرة أو المساء، لا وقت للترويج، كلها ساعت متاحة ومتى حانت ساعة عرض البرنامج وشاهد الحلقة الأولى يقول في سرّه "ليتها بقيت ترويجية ولا شفنا المواهب الإضافية"، ليردّ القائمون على البرنامج " أعطونا فرصة وتابعونا في الحلقة المقبلة .. ستكون أفضل بلا شك"، فيما ينادي أحد خريجي كلية "مهنة المتاعب": "عطونا فرصة .. فنحن أولى بها من مترفي الظهور".

لا مشكلة بطبيعة الحال عند أي شخص في أن يتابع برنامجاً ترفيهياً يقوم على تقديمه أحد الممثلين أو اللاعبين أو حتى عضو بمجلس الشعب، المهم يكمن في الوصول إلى الهدف الذي أعلن البرنامج عنه في حملته الترويجية، ولن نحتاج لقتال الناطور إن تمكنّا من الوصول إلى العنب، لكن العنب البلدي صار متصنعاً وثقيلاً على الأعين والمسامع في كثير من الأحيان، حتى الشاشة الصغيرة لم تعد تحتمل ظهور من احتوتهم الشاشات العملاقة في دور السينما، حتى باتوا بمثابة من يحرق نفسه عن سبق إرادة وتصميم !!

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: