عن معلمة الرياضيات التي تجاوزت التقاليد لتتجاوز أزمة الوقود !

رماح زوان
قبل ثلاثة أعوام استقلت "رغد فاروسي" ابنة مدينة "اللاذقية" دراجتها الهوائية متجهة إلى وظيفتها التدريسية لمادة الرياضيات في الكلية التطبيقية التابعة لـ"جامعة تشرين"، واضعة كل اعتبارات المجتمع خلف ظهرها.
لم يكن وقتها ثمة أزمات تخص المحروقات بما فيها المازوت والبنزين كالتي نعيشها اليوم، إنما اختارت "رغد" الدراجة الهوائية وسيلة للتنقل في جميع مفاصل حياتها العملية منها والدراسية، وأيضاً الرياضية والترفيهية.
تقول "رغد" في حديثها مع جريدتنا «الدراجة الهوائية تجمع عدة مزايا عند استخدامها، فإلى جانب فوائدها الرياضية يشكل التوفير المادي ميزة مهمة لها لا سيما فى ظل الظروف الحالية».
تؤمن ابنة مدينة "اللاذقية" بفكرة الصداقة مع البيئة، لذلك كان أحد أهم أسباب اعتمادها على "البسكليت" هو الترويج له ليصبح استخدامه شائعاً لدى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع خاصة فئة الشباب، وبذلك تتناقص نسبة التلوث والازدحام في المدينة الساحلية التي ازداد عدد سكانها مع بداية الأزمة بسبب عدد الوافدين الجدد من مناطق الحرب، لذلك أطلقت رغد حملة بعنوان "مع البسكليت أحلى" لتشجيع الشباب على استخدام الدراجات الهوائية في تنقلاتهم اليومية، وفعلاً لاقت الفكرة إقبالاً ممتازاً، وحطمت عوائق كثيرة أمام استخدام البسكليت خاصة لدى الفتيات.
على عكس معظم السوريين، لا تعاني "رغد" بسبب أزمة المحروقات التي تعصف بالسوريين في هذه الأيام، ولا تنتظر عند مواقف باصات النقل المزدحمة، أو تضع نفسها تحت رحمة سائقي التكاسي الذين باتوا يطلبون أجرة خيالية، دون رقيب أو حسيب تحت حجج "الأوكتان" وغيره، وتضيف "من المؤكد أن البسكليت ليس حلا جذرياً لأزمة الوقود، لكنها وسيلة تسهل حياة من يشاء ذلك ".
وعلى الرغم من أن البسكليت وسيلة مجانية للتنقل إلا أن ثمنه يتراوح بين 50 - 150 الف ليرة سورية حسب جودته ونوعه، الرقم الذي يعتبره محمد "مهندس في مديرية الزراعة" كبيراً مقارنة مع راتبه الشهري "31000 ليرة"، ما دفعه لاستئجار بسكليت من تجار صغار لاقوا في دراجاتهم وسيلة لكسب الرزق "1500 إلى 2500 ليرة مقابل الاستفادة من خدمات الدراجة ليوم واحد"، ويعتبر السعر مقبولاً إذا ما قُورِن مع أجار التكاسي أو الانتظار والازدحام لشخص يتنقل كثيرا في يومه.
وتؤكد مدرِّسة مادة الرياضيات أن كثيرين ممن صادفتهم في الطريق كانوا ينظرون باستغراب إليها بادئ الأمر كونها فتاة شابة تقود الدراجة الهوائية وحيدة، لكن ما إن كررت الأمر حتى أصبحت حالة طبيعية كما يجب أن تكون، تقول رغد "نستطيع جميعنا عمل التغيير الايجابي دائماً، في حال قررنا ذلك فعلا وانطلقنا من ذواتنا".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: