Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

عن «أزمة البنزين».. «الشوئسمو» لا يقع في الحفرة مرتين !

عن «أزمة البنزين».. «الشوئسمو» لا يقع في الحفرة مرتين !

الخارج من "دمشق" باتجاه "الساحل السوري" سيكتشف فجأة ألا أزمة للبنزين إلا في "فيسبوك"، فإن كانت محطات الوقود على امتداد طريق خاوية على عروشها إلا التي رحمتها الصدفة وعلاقات مالكها المتينة مع السادة أصحاب المعالي، فإن أصحاب الأكشاك وبعض سكان القرى القريبة من "تحويلة مصفاة حمص"، وصولاً إلى ما قبل "طرطوس" بنحو ٥٠ كم، أحسوا بحاجة المواطن أكثر من الحكومة، لذا عملوا على افتتاح بسطات لتقديم خدماتهم النفطية لعابري الطريق و"المقطوعين"، ولأن خدمتهم من عيار "خمس نجوم"، ولأن المواطن المتجه أو العائد من المناطق الساحلية كان في سياحة وقد دفع ما دفعه من أرقام خيالية للإقامة والطعام، فلا يضيره إنّ دفع ٣٥ ألف ليرة مقابل الحصول على "بيدون بنزين"، مملؤ بـ ١٨ لتراً كاملة (أقل من تنكة)، تحميه من "شر القطعة"، على الطرقات مع عائلته.

عدد كبير من الأطفال دون سن الخامسة عشرة يقفون على الطريق واضعين أمامهم "بيدون"، أو أكثر بانتظار أن يقف أي عابر للطريق ليشتري، والسعر غير قابل لـ "المفاصلة"، وما على المواطن إلا القبول بالسعر المرتفع أو المتابعة، وغالباً ما يرضخ المواطن للسوق السوداء وتمددها، وفي كل أزمة هناك "آلاف الحلالين"، الذين يظهرون من العدم، وإذا ما تجرأت بالسؤال عن مصدر بضاعتهم، فسيكون الرد "عبي وامشي"، أو "شو شرطي حضرتك..؟"، وبالنهاية لن يكون بمقدورك كمواطن أن تحل المشكلة حتى إذا عرفت مصدر بضاعتهم المتعددة الأصناف فهناك "بنزين أحمر"، و"بنزين أصفر"، و"بنزين أخضر"، وهذا ليس من باب الطرفة بل يتعلق بدرجة نقاوة المادة ونسبة مادة "الأوكتان"، المضافة.

بحسب أحد سائقي التكسي التي تعمل على خط "دمشق - طرطوس"، قال "لجريدتنا" إنه «اضطر لرفع أسعار النقل بسبب ارتفاع مادة البنزين»، ويقول بإنه «يحصل على ما يحتاجه من وقود من خلال البسطات التي تبيع "بنزين لبناني"، بعد مفرق "تلكلخ"، على طريق "حمص - طرطوس"، وتسمية "لبناني"، جاءت نسبة لكون الوقود مهرب من داخل لبنان إلى سوريا، ويعتقد هذا السائق أن البائعين المنتشرين قريباً من "تحويلة المصفاة"، يحصلون على بضاعتهم من "مصفاة حمص"، عبر موظفين دفعهم انخفاض الراتب الذي يتقاضونه وقدرته الشرائية إلى أن "يسرقوا ليطعموا ولادهم"، وإنّ كان اعتقاد هذا السائق مبنياً على قرب وجود هذا العدد الهائل من البسطات من مبنى "المصفاة"، فإنه لا يوجد دليل على ذلك، فكل البائعين يستعينون على استمرار بـ "الكتمان".

أزمة البنزين التي يُقال أن سببها توقف "مصفاة بانياس"، عن العمل بهدف الصيانة لا تحدث للمرة الأولى في البلاد، ولم يكن السبب صيانة أياّ من مصفاتي النفط الموجودتين في سوريا، وبالتأكيد ليست المرة الأولى للتوقف والصيانة في تاريخ "مصفاة بانياس"، فلما لم تحدث أزمات في عمليات الصيانة السابقة، ولماذا لم تكن تحدث أزمات في سوق المحروقات قبل الحرب حين صيانة إحدى المصفاتين..؟.

ما الذي ينقص هذه البلاد للتفكير باحتمالات سيئة في تأمين المحروقات، لماذا لا يتم وضع خطط مواجهة لمثل هذه الاختناقات، ولماذا يهمل الجانب الأسود من السوق بشكل مستمر، وإذا ما أرادت الجهات المعنية مكافحة التجارة غير الشرعية لأي مادة أساسية فإنها تلاحق "الصبيان"، الذين يعتاشون على العمل كمروجين لا أكثر، بينما يبقى "الحيتان"، يسرحون في السوق، ويمرحون بأرباحهم الفاحشة، ربما هو سؤال يرقى لكونه "محض خيال"، بأن نبحث عن السبب في استمرارية الوقوع في ذات الحفر من قبل الجهات الإدارية والحكومية بما يكرر مشهد الطوابير على الأفران ومحطات الوقود وموزعي الغاز المنزلي، مع إن المثل يقول بأن "الشوئسمو" لا يقع في الحفرة مرتين.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: