Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

عن ازدواجية العيد وانفصامه.. لربما ليس عيداً للجميع

عن ازدواجية العيد وانفصامه.. لربما ليس عيداً للجميع

كريم مهند شمس

 

"عيدكن ولا عيدنا"، لم تثر هذه الجملة في ذهن "أحمد" أيّة أفكار عن اختلاف البلدان والطوائف حول ثبوتية يوم العيد، فهو ليس معنياً تماماً بكونه ثلاثاء أو أربعاء أو حتى الأحد، وإنما ما أثارته تلك الجملة حقاً، هو عيد من ولمن، أي هوية ممثلي طرف "عيدكن" ونُظَرائهم أصحاب "عيدنا"، فما بين العيدين يعيش نسبة كبيرة من الناس على الضفة الأخرى، ضفة من لا عيد لهم.

أما عن كيفية حرمان هؤلاء الذين يقاسمون "أحمد" ظروفه من العيد، فليس بالضرورة أن يكون بحبسهم في منازلهم ومصادرة حقهم الرسمي بعيشه، وإنما يمكن ببساطة ترك هؤلاء "الدراويش" يتجولون بالأسواق لساعة واحدة فقط، وستكون كافية ليدركوا أنه ليس بعيدهم.

وإذا استثنينا فكرة السفر بالعيد إلى أي مكان ولو كان بحيرة زرزر نظراً لتكلفتها التي تفوق متوسط أيّ دخل من أبناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة، يبقى عندنا حلو العيد وملابس العيد وفواتير المطاعم والمقاهي، وحتى ساحات ألعاب الأطفال، جميعها تتطلب مبالغاً مهما قلّت بنظر البعض، فتبقى بعيدة المنال عن هؤلاء الأشخاص، وهو ما يبقيهم بعيدين عن أجواء العيد ورفاهياته كافة، ما عدا كلمة "كل عام وأنتم بخير".

حيث أن عائلة صغيرة مؤلفة من أربعة أشخاص قد تحتاج منطقياً لما يتعدى متوسطه الحسابي مبلغ المائة ألف ليرة سورية لشراء ملابس الأطفال والحلويات للضيوف ودفع العيادي التي بالكاد تكفي للّعب بالأرجوحة مرتان أو ثلاث لكل طفل، وهو مبلغ يتجاوز القدرات الشرائية لعشرات آلاف العوائل وفقاً للإحصائيات الأخيرة التي تناولت مدخول الفرد السوري موضع الدراسة.

قد لا يكون جديداً طرح الفجوة ما بين دخل المواطن وقدرته الشرائية من جهة، والأسعار وإجمالي الحاجات الفردية من جهة أخرى، ولكن لهذه المناسبات والأعياد خصوصية معينة في إثارة هكذا أفكار في أذهان الناس، حيث يتذكر كل فقير كم هو فقير بينما يستعرض كل غني مدى غناه، في أجواء من الانفصام والتناقض المعيشي الذي اعتادت عليه مدينتنا ضمن العيد وخارجه، إنه عيد من يملك فقط، هو "عيدهم هم وليس عيدنا".

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: