Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أمي وطبخة الرز على "جردون"

أمي وطبخة الرز على "جردون"

محمد عيسى محمد 

لطالما كان حلمي كحلم أي شخص سواء كان كبير أو صغير أم "مقمط بالسرير"، اختار له القدر، الحياة في البلدان النامية أن ينتقل للعيش في البلدان المتقدمة حيث

الرفاهية والحياة الجميلة..

ولكن الأحلام ما قبل كورونا، ليست كما بعده..

فأنا مستعد أن أعيش آلاف السنين في مدينتي المتأخرة حضاريا، على أن أعود من عملي إلى المنزل لأجد أمي تطهو لنا الأرز مع العناكب والفئران..

أو مثلا أن تعد لنا شوربة الخفافيش مع السلحفاة "المسلوقة"، في أول موسم الشتاء..

فالحمد لله على نعمة العيش في البلدان النامية، وعلى نعمة "الخاص للرخاص" و"لاتشوفني عم أتدرج دوبلني وتفرج" و "مستبدة والأمر يروقني".

الحمد لله على انتشار مطاعم الشاورما التي رغم أنها تستخدم "أحيانا" لحوم الحمير والكلاب والقطط، لكنها لا تظهرها بشكل مباشر، بل تعدها في أماكن مخفية، وتمزجها مع التوابل والبهارات كي تقدمها لنا بهذا الطعم اللذيذ..

الحمد لله على نعمة الفساد المتفشي في مجتمعنا أكثر من كورونا، وعلى البطالة، وتدني مستوى المعيشة، وغلاء الأسعار، وتردي الوضع الاقتصادي..

الحمد لله على "الزفت" الموجود في كل حياتنا إلا في الشوارع، وعلى نعمة التقنين بنظام 10 قطع - 1 وصل، وعلى فقدان حليب الأطفال وانقطاع المياه، والغاز والمازوت والبنزين، وعلى الفلافل المصنوع من "الخبز اليابس"، وتوفر بسكوتة ب 25 ل.س فقط حتى لحظة كتابة هذه المقالة..

لك الشكر يارب ..أنك خلقتنا في البلدان النامية..

أمي..ماذا أعدت لنا اليوم؟

 "مجدرة"

الحمد لله..

المصدر: خاص

شارك المقال: