امرأة في "اللاذقية" تعالج المرضى بـ "سم النحل"
رمّاح زوان
كثيراً ما نقرأ عن الطب البديل، والأعشاب الطبيعية وفوائدها الكبيرة على صحة الإنسان، ومعالجة العديد من الأمراض والتشوهات، إلا أنّ امرأة أربعينية في "اللاذقية" تنفرد بالمعالجة بطريقة "سم النحل"!
قبل أكثر من 25 عام، وعندما كانت ترافق جدّها وأبيها إلى مكان تواجد خلايا النحل في قريتها "عرامو" بريف اللاذقية، ظهر حُبّ أم أحمد لتربية النحل، ثم زاد تعلّقها بهذه المهنة مع تخرّجها من المعهد الزراعي باللاذقية لتتابع حياتها في مهنة قلّما تعمل بها النساء.
بدأت "فريال أبو خليل" (45 عام) مهنة تربية النحل بخلية واحدة، وبدأ معها رحلة الاطلاع الواسعة في الكتب ومتابعة الأبحاث العلمية الجديدة حول فوائد النحل عبر مواقع الانترنت المتخصصة في المجال، حتى أصبحت تعلم كل ما يملكه النحل من فوائد على الإنسان، ومنها العسل والعكبر والغذاء الملكي، أمّا الفائدة التي أثارت فضولها أكثر هي علاج الأمراض بما يسمى "سم النحل"، وهي عملية لسع النحلة لمكان الألم حسب المرض، تقول أم أحمد في حديثها مع جريدتنا "اللسع يسبب ألماً بسيطاً لكنه يزول بعد فترة قصيرة".
وتؤكد أنها لا تشخّص أي مرض، لافتة إلى التشخيص هي مهمة الأطباء الاختصاصيين، لكن بعد التأكد من المرض أو الالتهاب الذي أصاب المريض تعمد إلى معالجة ذلك المرض عبر وضع النحلة بملقط لتلسع مكان الشعور بالألم.
وتبيّن "أم أحمد" أنّ كل مرض أو التهاب له مناطق محددة من الجسم ليتلقى لسعة النحل فيه، وتضيف «يبدأ التماثل للشفاء بعد حوالي 7 أسابيع حسب كل مرض، وتقسَّم عبر جلسات يتعرض المريض فيها للسعات عديدة"، وتستشهد أم أحمد بحالات كثيرة كانت قد عالجتها منها فتاة كانت تعاني من التهاب في أوتار يديها وبعد عدة جلسات لسع زال الألم لديها، تقول الفتاة خلال حديثها لجريدتنا "الأمر كان مثيراً للاستغراب بادئ الأمر، لكن الألم دفعني لتجريب هذا النوع من العلاج الطبيعي وكانت النتيجة إيجابية».
وبعد تطور عملها أصبح لدى أم أحمد 60 خلية نحل تعطي وسطياً حوالي 500 كيلو غرام من العسل الطبيعي كل عام أو أكثر بأنواع مختلفة منها (الجبلي، عسل الحمضيات، الشوكيات، العجرم، حبة البركة، اليانسون والكينا)، تعلِّق أم أحمد "لولا الظروف الصعبة لكان الإنتاج أفضل"، حيث تعاني المرأة الأربعينية من صعوبة في نقل الخلايا إلى مناطق انتشار الزهر المتنوع في أرياف حمص وحماه بسبب الظروف التي فرضتها الأزمة من جهة وأحوالها المادية من جهة أخرى، إضافة إلى عوامل مناخية لها تأثيرات على إنتاجية العسل.
تتكفل "أم أحمد" عبر مهنتها بإيجار المنزل ومصروف أولادها الأربعة وزوجها الذي تعرض لحادث تسبب بأذية دائمة منعته من العمل، وتسعى جاهدة لتطوير عملها باستمرار عبر زيادة خلايا النحل. تشارك فريال بمعارض وصالات مخصصة لعرض ودعم منتجات المرأة الريفية لتسويق منتجاتها وبيعها، وتنفرد باحترافية عالية في إنتاج العسل الطبيعي والعلاج بلسعات النحل الذي ذاع سيطه في مدينة اللاذقية.
تُقبِل فريال أبو خليل على حضور أي ندوة علمية تخصّ النحل وطرق المعالجة فيه وتسجِّل ملاحظاتها التي تحوِّلها إلى تطبيق عملي ونجاح مبني على أساس علمي، وتتعاون مع مهندسين زراعيين واختصاصيين في تنفيذ أي فكرة، وتقول لابنتها التي أحبّت المهنة وبدأت بتعلمها "لا يكتمل العمل دون إتقانه".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: