عملية حسابية لشراء الفلافل خلال الشهر!

بعد كل الحملات الإلكترونية والصحفية والتلفزيونية الداخلية والخارجية، سواء الوطنية أم المدارة خارجيا كما وصفها أحدهم، مازال واضحا أن الحكومة تعيش في كوكب والمواطنين يعيشون في كوكب آخر، ومن الواضح أن مسؤولينا لم يشعروا بعد بشعور المواطن.
وعلى الرغم من استقرار الوضع الأمني الحالي، بقيت أسعار المواد الغذائية وأسعار المواد الأخرى تتأرجح وترتفع بدون أسباب واضحة، ولا دواء لحل مرض فوضى الأسعار سوى حجج واهية وتبريرات زائفة، فالأسعار برأي المسؤول ترتفع إذا حدث اضطراب بإحدى الدول في الشرق أو انقلاب في الغرب.
أثار انتباهي مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لمقابلة أجرتها وسيلة إعلامية مع مواطن في الشارع يشكو غياب الرقابة على أسعار المواد الغذائية، قال فيها :"ليس كل الناس طبقة واحدة، إن كنتم مرتاحين في مكاتبكم وسياراتكم وتعيشون الرفاهية، يوجد ناس لا تستطيع أن تشتري فلافل، يوجد ناس تسمع بالفروج من 5 سنوات، الناس ماتت".
فقررت إجراء عملية حسابية بسيطة لإمكانية شراء "الفلافل" خلال الشهر من قبل موظف يعتاش على راتبه الشهري حسب جدول الرواتب في قانون العاملين بالدولة.
الراتب المقطوع للعاملين بالدولة حسب الفئات على الشكل التالي:
الصفة الراتب المقطوع
الدكتوراة 25995 ل.س
ماجستير 23725 ل.س
دبلوم 22215 ل.س
جامعة 21750 ل.س
معهد 20050 ل.س
ثانوية صناعية 19440 ل.س
ثانوية عامة 18930 ل.س
إعدادية 17390 ل.س
الفئة الرابعة 16515 ل.س
الفئة الخامسة 16175 ل.س
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن سعر (سندويشة الفلافل) 200 ليرة سورية، وطرحنا المثال لموظف على شهادة الدكتورة، لديه عائلة مثالية مؤلفة من زوجة وولدين، فإن سعر 4 سندويشات فلافل باليوم هو 800 ليرة سورية، فإن ضربنا 800 بعدد أيام الشهر، أي 800×30 فالناتج يساوي 24000 ليرة سورية، وهذا يعني أن المواطن يلي (تعبان على حالو) وحاصل على شهادة الدكتورة يستطيع أن يأكل الفلافل طيلة الشهر ويبقى بحوزته حوالي 2000 ليرة، بإمكانه أن يترفه بها ويشتري علبة كولا مرة كل أسبوع، ليشربها مع الفلافل.
أما الموظف على الفئة الخامسة فكونه إنسان مهمل دراسيا وكسول لا يستحق هذه الرفاهية، وعقوبة له على تقصيره السابق دراسيا، لا تسمح له الحكومة بهذا الراتب أن يأكل سندويشة فلافل كاملة، وإنما عليه تقسيم كل سندويشة لقسمين حتى يتمكن مع عائلته من أكل الفلافل خلال الشهر.
قرأت منذ أيام خبرا تداولته عدة صفحات، ولم أستطع التأكد من مدى مصداقيته، يقول فيه أحد المسؤولين إن سوريا ستطلق قريبا أول قمر صناعي سوري، في الحقيقة شعرت بالسعادة لسماع هذا، ولكن سأكون سعيدا أكثر إن حاول مسؤولينا الكرام وضعنا في صاروخ لينقلونا به إلى الكوكب الذي يعيشون فيه، لعلنا نستطيع أن نأكل الفلافل ونشتري "الفروج" بدون حسابات رياضية وفلكية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: