Friday November 1, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

عمل جراحي نوعي في مشفى الباسل بـ"طرطوس" !

عمل جراحي نوعي في مشفى الباسل بـ"طرطوس" !

نورس علي

عاش المعمر المريض "علي عيسى" في سنوات عمره الأخيرة حياة غير طبيعية بفعل ورم أصابه في منطقة المستقيم، وتكاثرت عليه الأمراض حتى أنهكت بنيته الجمسانية الضخمة، فكان لابد من حل تجسد بعمل جراحي نوعي نسبة الشفاء فيه أقل من خمسين بالمئة.

إصرار المريض على الشفاء والعودة إلى الحياة الطبيعية بحسب حديثه لجريدتنا دفعت جراح الجهاز الهضمي الدكتور "وفيق رستم" إلى إعادة التفكير والتركيز بكل ما اكتسبه من خبره ومعرفة بالورش العلمية الطبية التخصصية، وهنا كان لابد من مسابقة الزمن والتفكير بإيجابية مطلقة بالتركيز على حب الحياة والاستمرار بها طبيعياً كما ذكر المريض.

الدكتور الأخصائي "وفيق رستم" أكد في حديثه الخاص لجريدتنا أن ما قام به للمريض "علي" يعتبر عملاً جراحياً نوعياً يجري للمرة الأولى في "الهيئة العامة لمشفى الباسل" للمرة الأولى، ومن أهم أهدافه تصحيح مسار حياة المريض وإنقاذه من الموت المحتم، وتابع: «المريض كان يعاني من ورم أسفل المستقيم منذ عدة أشهر، وخضع لعمل جراحي طويل وصعب محفوف بالكثير من المخاطر، منها أوضاعه الصحية والقلبية غير المستقرة، التي تحذر طبيب القلبية من الخضوع لساعات جراحية طويلة، والأهم أن الورم سفلي جداً والقطعة الباقية من المستقيم السليم ستكون قصيرة، ولا يمكنه تحمل مفاغرتها نتيجة ضيق الحوض لديه وعمقه، وعمق الورم عن فوهه الشرج حوالي سبعة سنتيمترات، ناهيك عن التكاليف المادية التي تفوق قدرته.

لذلك هيأت جميع الظروف والإجراءات لعمل جراحي ناجح، فقمت بإجراء طبي "الكولوستومي" أو ما يعرف بالشرج المضاد للطبيعة، يحافظ على حياة المريض ويخلصه من ورمه بنسبة عالية، وتحققنا من هذه النتيجة بعد تماثله للشفاء بالتحاليل الطبية، وبعد عدة أشهر طُلب للمريض تبديل مفصل ورك في جهة الكولوستومي، أي أننا أمام أمر واقع وهو إزالة الكولوستومي، مما يعني أنه يجب التفكير بعمل جراحي نوعي وإعادة المستقيم الشرجي إلى وضعه الطبيعي مهما كانت نسب النجاح والفشل.

ورغم الظروف المرافقة الصعبة التي أوردتها سابقاً تناقشت مطولاً مع مدير "الهيئة العامة لمشفى الباسل" وطرحت فكرة عمل جراحي نوعي لم يتم إجراءه في المشفى سابقاً، ويتلخص بتحضير القسم القريب من الكولون وتحريره وجرّه إلى فوهة الشرج الطبيعية وإخراجه منها لمسافة أكثر من عشرة سنتيمترات بعد تحضيرها بشكل مناسب، مع المحافظة على التروية الجيدة وعدم وجود شدّ أو ضغط أو فتل على الكولون، مع تثبيته على فوهة الشرج.

وفعلاً تم إجراء العمل الجراحي بدقة عالية وفق خطوات مدروسة بعناية كبيرة دون أية مشاكل أو مضاعفات، وتم تخريج المريض بعد خمسة أيام بحالة عامة جيدة، وبعد عدة مراجعات للمشفى وفحوصات دورية له، تبين أن النتائج إيجابية جداً، وبعد خمسة عشر يوماً تم قطع القسم الخارجي الباقي من نقطة التحام القطعة القريبة مع القطعة البعيدة للمستقيم، وحال المريض طبيعي مئة بالمئة حالياً».

الدكتور "اسكندر عمار" مدير الهيئة أكد أن جهوزية المشفى كان لها دور في نجاح العمل الجراحي النوعي الذي يجرى للمرة الأولى فيه، ناهيك عن تمسك المريض بعودته إلى الحياة الطبيعية ووجود كادر طبي مساعد متخصص.

بقي أن نذكر أن فريق العمل الجراحي النوعي شارك فيه الأطباء المقيمين للاختصاص "ساري جرجس" و "حسن سليم" وطبيب التخدير الدكتور "حسان هولا" ورئيس قسم الجراحة العامة الدكتور "وسيم الطويل" وكادر تمريضي متخصص، وقد أجري مثل هذا العمل خمسة عشرة مرة فقط في مشفى المجتهد نجح منها سبعة وفشلت وأعيدت منها سبعة وحالة واحدة فشلت تماماً وأدت إلى الوفاة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: