الوحدة الليبية رهنٌ بحسم حرب الوكالة
منذ أن تسابقت القنوات العربية على نقل خبر مقتل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وليببيا تعيش تهميشاً إعلامياً مقصوداً حالها حال العديد من الدول التي تصدرت الأخبار لفترة، ثم ما برحت أن أصبحت مادة إعلامية غير دسمة ..
حرب الوكالات امتدت نحو الدولة الواقعة بين شطري الشمال الإفريقي، ووسائل الإعلام العربية أخذت زواياها في الملف الليبي وباتت الآن تحارب على تلك الجبهات تبعاً لمواقف الدول الراعية لها، فقناة العربية اليوم زجت بقواها التحريرية إلى جانب قوات الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، والذي يخوض حرباً بلا هوادة ضد قوات الحكومة المدعومة دولياً بقيادة الرئيس فائز السراج ..
لعلّ السراج لا يعيش أفضل أيامه في العاصمة طرابلس، ذلك أن محور دعمه الآن يترنّح دون ثبات، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان منشغل في حسابات النتائج التركية، وقطر لا يمكنها فعل شيء أمام دول المقاطعة الأربعة أكثر من توظّف قناة الجزيرة في المحور المناهض لحليف السعودية والإمارات ..
حين تدخل حلف شمال الأطلسي إبان حقبة القذافي كان الهدف الدولي الأول الذي أعلنه المؤتمرون في مجلس الأمن الوصول بليبيا إلى شط الأمان خلال فترة وجيزة تمكّن أبناء الشعب الليبي من متابعة حياتهم المعتادة، لكن المتابع اليوم صار يشتاق ليوم واحد هادئ في ليبيا دون إراقة دماء، وهو ما لم تنجح دول "الناتو" في تحقيقه بعد أن ألزمت نفسها به، ليصبح الأمر أشبه بتواطؤ دولي يهدف لإطالة أمد الصراع في ليبيا عن طريق الاعتراف بحكومة السرّاج "الضعيفة" أمام قوة الجيش الوطني الليبي ..
المشير حفتر بات الآن يتطلع إلى إنهاء معركة طرابلس بتوجيه الضربة إلى السرّاج وداعميه، خاصة وأن اللاعبين الدوليين المؤثرين كالولايات المتحدة وروسيا لن يمانعوا في بسط سيطرة حفتر على كامل التراب الليبي، طالما أن ذلك لن يمس المصالح السياسية والاقتصادية لأي قوة دولية في ليبيا، وعليه فإن مسألة حسم الصراع في ليبيا ستسير وفق المعطيات التي يفرضها الداعمون المباشرون بالدرجة الأولى، ولا سيما دول الحلف الرباعي المناهض للدوحة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: