التهديدات المتبادلة تدق طبول "حرب الخليج الثالثة"
خاص
من الفجيرة انطلقوا وإلى مكة يشدون الرحال، لا يبدو أن دول الخليج العربي تجد نفسها بمأمن اليوم أكثر مما كان عليه الوضع قبل يوم واحد فقط تجاه الخصم الإيراني، فالتصعيد الخليجي الإيراني بدأ يأخذ أبعاداً جديدة وشروطاً جديدة، لا سيما مع دخول الولايات المتحدة كخصم رئيس وليس مجرد حليف استراتيجي كما كان عليه الوضع في حروب سابقة مثل غزو الكويت عام 1990، حين تدخلت القوات الأمريكية ضد الجيش العراقي "درءا لاجتياح السعودية" كما أعلن الرئيس الأمريكي حينها جورج بوش الأب ..
الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز دعا إلى قمتين طارئتين، خليجية وعربية نهاية الشهر الجاري في مكة، لمناقشة التبعات المتوقعة من اللهجة الإيرانية المستعدة للحرب، ولوضع النقاط الخليجية على الحروف الأمريكية، فالسعودية تسعى اليوم للاستعداد الشامل على مختلف الأصعدة ومنها التجهيز العسكري وحشد الحلفاء لمحاولة احتواء المارد الإيراني في الفانوس الخليجي الأمريكي ..
إيران من جهتها لا تهادن حتى في حرب التصريحات الكلامية مع الجانب المقابل، والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية شدد مراراً على أن بلاده لا تريد الحرب أيضاً لكنّها تستعد لكبح جماح المعتدين، وعلى وقع التهديدات الأمريكية التي تلت انسحاب الرئيس الأمريكي من الاتفاق النووي، وحجّ نتنياهو المتواصل إلى الأبيض بهدف الضغط على عدوه الإيراني باتت طهران مستعدة للحرب أكثر من أي وقت مضى ..
وبالحديث عن مؤشرات قيام الحرب فعلاً من قبل الجانب الأمريكي يمكننا أن نتذكر نهج ترامب القائم على تسخير كل وسائل التهديد بالقوة لإرهاب الخصم وإجباره على السير قسراً إلى مائدة المفاوضات، انسجاماً مع الشروط الأمريكية الابتزازية، والتي لم تؤت أُكلها في تجربتي فنزويلا وكوريا الشمالية وإن تفاوتت النتائج حتى الآن، لكن يبقى الأسلوب الأمريكي القائم على "لي ذراع الخصوم"، وسيلة لمحاولة تعزيز المكتسبات الأمريكية على الساحة الدولية، قبل اتخاذ أي قرار مصيري بشن الحرب على إحدى الدول، والذي يجعل واشنطن تعد للمئة، فماذا لو كانت تلك الدولة قوة إقليمية بحجم إيران.
من المؤكد أن الولايات المتحدة لن تقدم على قرار الحرب إن لم تجد فيه منفعة عظمى، وحتى لو لم تقم الحرب فإن إدارة الرئيس الأمريكي ستكون رابحة أيضاً، فترامب الذي لا ينفك يذكر السعودية بأنه حامي أمنها الإقليمي لن يخرج بتحشيده الإعلامي والعسكري على سواحل الخليج صفر اليدين، فهو رابح دائماً مع شريك مساير كالمملكة العربية السعودية، وحليف استراتيجي يتمثل بحكومة نتنياهو، وما بين نتنياهو وترامب .. يمشي سلمان باحثاً عن آخر النفق مع تهديد "البعبع الإيراني" !
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: