"التهاب الجلد العقدي" يصيب أبقار طرطوس!

نورس علي

 

خسر مربي الأبقار "أحمد بركات" ذكر بقر وزنه حوالي 450 وقدر سعره ب /800/ ألف ليرة، بعد إصابته بالتهاب الجلد العقدي الذي عجز بعض الأطباء البيطريين عن معالجته نتيجة عدم تشخيصه بدقة في البداية، وهو ليس الخاسر الوحيد في قريته "حكر بيت رحال" ومنطقته في ريف "صافيتا".

المرض الذي وصفه مربي الأبقار "أحمد بركات" بالجائحة أصاب عدة قرى في وادي "بيت المنيح" بريف مدينة "صافيتا" أدى لنفوق أبقار المربين، رغم متابعة الجهات المعنية ولكن بمرحلة متأخرة، وتابع لجريدتنا: «تربية الأبقار مهنة متوارثة لدينا منذ نحو أربعين عاماً، وأدرك تماماً تفاصيل هذه المهنة، إلا أن هذه الحالة المرضية لم تتعرض لها أبقاري سابقاً، وأعتقد أنها لم تغزو "طرطوس" منذ قرابة خمسين عاماً

ويوجد في مزرعتي ست أبقار ما بين ذكور وإناث، وبينها كان الذكر النافق الذي خسرته نتيجة إهمال الجهات المعنية لحملات التلقيح الخاصة بهذا المرض، وبدأت القصة منذ الشهر تقريباً حين لاحظت تورم في قدم "العجل" الخلفية، وتواصلت مع الطبيب البيطري واقترح إعطاءه خمس حقن لتخفيف الورم، وطلب مني مراقبته لإدراك النتائج دون تحديد الحالة المرضية.

وبعد عدة أيام توقف ذكر البقر عن تناول الطعام وارتفعت حرارته بشكل كبير، فتواصلت مع طبيب بيطري آخر ولاحظ تقرحات جلدية بأحجام مختلفة، وأكد أنه التهاب جلد عقدي، واقترح عدة أدوية التهابية، ولكن الحالة كانت متقدمة وأدت إلى موته، واللافت هنا خلال فترة العلاج حضور مختصين بيطريين من "مديرية الزراعة" بعد سماعهم بهذه الحالة، دون تقديم أي علاج أو استشارة طبية.

انتقلت العدوى إلى بقرتين في المزرعة، فعالجتهم شخصياً بأدوية التهاب حتى شفيتا والحمد لله، وهنا أؤكد بحسب خبرتي بتربية الأبقار وإدراكي لجغرافيا المنطقة أن فكرة انتقال المرض بواسطة البعوضة القادمة من "حماة" ليست صحيحة أبداً، وإنما جرعات اللقاح الخاصة بالحمى القلاعية والجدري إما كانت فاسدة أو زائدة أو أدوات التلقيح كانت مجرثمة، بدليل أن إصابة مزرعتي جاءت بعد خمسة عشر يوم من حملة التحصين، ولو فرضنا جداً صحة رواية انتقاله بواسطة البعوضة، لماذا لم تستنفر الكوادر المختصة لمكافحة المرض استباقياً، مع العلم أنهم أكدوا سابقاً أن المرض هو "الجدري" وليس التهاب جلد عقدي، وهذا كان خاطئ».

وفي تصريح خاص للطبيب البيطري "حمزة نعمان" أكد أنه تابع الحال المرضية عن مربي الأبقار "أحمد" وكذلك حالتين إضافيتين، ولكن المعالجة كانت متأخرة، وأضاف: «العلاج كان متأخر بالنسبة لذكر البقر لدى "أحمد" علماً أن أطباء بيطريين كانوا قد بدئوا العلاج على أساس التهاب مفاصل، وهذا خاطئ بكونه مرض فيروسي جلدي وينتقل بواسطة البعوض، ويصيب المناطق خفيفة الشعر في البداية كالضرع وما بين الفخذين ومنطقة الحياء، ويشكل كتل عقدية تحت الجلد في البداية، وفي مرحلة متقدمة إن لم تتم المعالجة بالمضادات الحيوية والتعقيم والغسيل بالخل والبخاخ الأزرق كحالة استباقية، يتطور وتفاقم ويؤدي إلى النفوق.

برأيي الطبي ينتقل الفيروس بواسطة البعوض وعبر تنقل الحيوانات بين المربين، وأعتقد أن البعوضة قادمة من محافظة "حماة" التي سمعنا عن إصابات بالجملة فيها، حيث تركزت الإصابات في منطقتنا ضمن قرى "زوق بركات" و "حكر زهية" و "سنديانة أوبين" و "حكر بيت رحال".

علماً أن بعض الأطباء البيطريين يعالجونه على أساس مرض الجدري وهذا خاطئ، بينما أنا أعالجها على أساس التهاب جلدي عقدي، وهنا أنوه إلى وجود أبقار لم تخضع لحملة التحصين التي قامت بها مديرية الزراعة وأصيبت بالمرض، أي أن فكرة انتقال المرض عبر أبر التلقيح خاطئة».

هذا و ينتشر المرض ضمن دائرة قطرها حوالي اثنان كيلومتر، ونسبة النفوق خلالها حوالي 10 بالمئة بالحد الأعظمي، ومدة الحضانة له ما بين 15 يوم حتى 30 يوم».

 

المصدر: خاص

بواسطة :