التغيير المطلوب في المنتخب بعد دورة الصداقة
بمعزل عن العواطف والحماس الذي رافق مباراة المنتخب السوري أمام الأردن والفوز فيها بهدف يتيم بأقدام فراس الخطيب، يتبادر سؤال عن نسبة التطور أو التغيير في المنتخب منذ إقالة شتانغه إلى استلام فجر إبراهيم.
الجواب ليس صعباً لمن شاهد مباراة المنتخب مع منتخب العراق، أو حتى الأخيرة أمام المنتخب الأردني، فالنتيجة لا تعدُّ تقييماً كافياً للمنتخب. في مباراة العراق كان الأداء صفراً "نتيجة وأداء"، أما مباراة الأردن فكانت تسير على نفس سيناريو الأولى، لولا هدف الخطيب في آخر الدقائق، وبعض اللمسات الفردية لبعض اللاعبين.
المشاركة السورية في الدورة الودية مهمة فقط، للاستفاقة من حلم التغيير في طريقة اللعب وإدارة المنتخب بنفس الأشخاص القائمين على الكرة السورية، إذ أنّ الأساس الضعيف يحتم نتائج ضعيفة، والانطلاق من بيئة فاسدة غير قادرة على إحداث تغيير أو تطوير، يؤدي إلى نفس النهايات الحزينة، ومبداً التقطيب والترقيع بجلب محترفين إلى المنتخب لن يفيد، طالما أنّ الضياع هو نفسه في التشكيلة، والتشتيت الممل هو نفسه، فلا وجود لخطة أو تنظيم في طريقة اللعب، وإنما خروج بنتيجة واحدة هي نفور متزايد من قبل الجماهير، جعل مباريات المنتخب في آخر اهتماماتها.
بعيداً عن التحليل الفني الذي أُشبعت به مبارتي العراق والأردن، فإنّ التغيير الجذري في الكرة السورية حاجة ملحة وضرورة، قبل دورة الصداقة أو بعدها، فالمنطق يقول "البناء القوي يبدأ من أساس قوي"، والأمر بات يقتضي وقفة عميقة، ليس لتقييم المرحلة الحالية أو السابقة التي لا يختلف اثنان على أن أداء المنتخب خلالها لم يلامس أدنى مستوى من طموحات الجماهير السورية، وإنما هو في خط متراجع كان رأس هرمه التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، وبداية انتكاسته المشاركة الأخيرة في كأس آسيا.
ومع بدء العد التنازلي لبطولة كأس العالم 2022، المطلوب هو "الهدم البنّاء"، من خلال التركيز على بناء منتخب يضم بعض اللاعبين البارزين، وآخرين من المنتخبين الأولمبي والشاب، وبخط مواز دعم أندية الدوري المحلي، التي تعتبر مصانع تفريخ اللاعبين، وتقديمهم فيما بعد للمنتخبات الوطنية بكافة الفئات العمرية، فأي جهد يبذل لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحة الأندية، ستكون الجدوى منه أقل من المتوقع، ولاسيما مع المستوى المتدني مؤخراً للأندية السورية بشكل عام، ومرده الأول والأخير إلى اتحاد الكرة الضعيف، القوي في وجه الأصوات المطالبة بإقالته، فعنوان هذا الاتحاد الفشل والتأخر اللذين يحتمان عادة، تغييراً جذرياً أو تبديلاً كلياً للخروج من إطار "المشاركة المشرفة" في المحافل الدولية.
وفي هذا الإطار.. هل من الممكن تغيير الفكر الكروي السوري والوجوه التي تنقلب بين كراسي الإدارة الرياضية للعبة؟ ليستطيع المنتخب السوري الوصول إلى نهائيات قطر 2022 لأول مرة في تاريخه، أم أن ذلك حلم صعب وبعيد المنال، طبعاً الحلم مشروع وسهل التحقيق، فقط ببناء منتخب يعمل بعقلية احترافية، تراعي نظريات كرة القدم الحديثة التي لا تعترف بالحماس ولا بالضجيج المرافق لأي مشاركة، وبعيدة عن الوعود والخطابات التي تخرج بنتيجة تحصيل حاصل، بالنظر إلى الماضي القريب والبعيد.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: