الصين وما بعد الحرب العالمية الثانية ...
لم يتطلب الأمر إلا أقل من سبعين عاماً لتحول الصين من دولة معزولة إلى واحدة من أعظم القوى الاقتصادية في العالم
لم تسلم الصين في الفترة المحصورة بين عامي 1959 و1961، من أسوأ المجاعات في التاريخ الانساني، والتي توفي بسببها من 10 إلى 40 مليون صيني
ولكن في عام 1976، بدأت الاصلاحات التي قادها الزعيم دنغ شياوبينغ في تغيير وجه الاقتصاد الصيني. فقد منح المزارعون الحق في استغلال أراضيهم الخاصة مما ساعد في تحسين مستويات معيشتهم والتقليل من ظاهرة شح المواد الغذائية
كما فتحت الأبواب للاستثمارات الأجنبية بعد أن أعيدت العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة في عام 1979، وتدفقت الأموال على الصين من قبل المستثمرين الذين كانوا يتوقون للاستفادة من العمالة الرخيصة والايجارات المنخفضة في الصين، لتبدأ أكبر المعجزات الاقتصادية في التاريخ.
وفي التسعينيات، بلغت نسبة نمو الاقتصاد الصيني مستويات قياسية، وانضمت البلاد إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001 مما منح اقتصادها دفعة اضافية.
فقد انخفضت التعرفات الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية في شتى البلدان، مما أدى إلى انتشار هذه السلع في كل مكان.
تمكن أكثر من 850 مليون من الصينيين من الخروج من دائرة الفقر، و من المتوقع أن تتخلص من الفقر بشكل كلي بحلول عام 2020.
وفي الوقت ذاته، تسارعت مستويات التعليم بشكل هائل. ومن المتوقع أن تكون 27 في المئة من القوة العاملة في الصين تحظى بتعليم جامعي بحلول عام 2030، وهو معدل يساوي وضع ألمانيا الآن.
ومن المتعارف عليه في علم الاقتصاد أن الصين تسهم بـ 35 في المئة من النمو الاقتصادي العالمي، أي أكبر مساهمة من أي دولة أخرى، وأهميتها للنمو العالمي تبلغ 3 أضعاف أهمية الولايات المتحدة.
الصين، بمنظورها قدمت للعالم نموذجا جديداً وامكانية جديدة.” فالعقود الأربعة الماضية، من سياسة “الإصلاح والانفتاح”، شهدت تنمية مشتركة وتقدماً في تفاعلاتها العميقة مع العالم، كما برهنت العملية ايضاً على ثقة الصين وقدرتها على تدعيم النمو العالمي والإسهام في غد أفضل للبشرية.
ليبقى السؤال هل من الممكن أن نتعلم من تجربة الحليف الصيني للنهوض باقتصادنا من جديد ؟؟؟
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: