"الروتين الخشبي".. يقف بوجه مزارعي الأسماك

أفرورا عيسى
بعد الصعوبات الجمة التي قتلت ليمون الساحل السوري تدريجياً، توجه بعض المزارعين إلى زراعة الأسماك ضمن أحواض مائية في أراضيهم الزراعية بتكلفة مادية زهيدة ظناً منهم أنها باب جديد للرزق ليقف "الروتين الخشبي الكلاسيكي" للتراخيص بينهم وبين لقمة عيشهم.
«فإن كنت تفكر في الحصول على ترخيص لهذا المشروع البسيط عليك أن تعامل "معاملة المعامل"، التي وصلت تكلفتها لمليارات الليرات السورية، وتنتظر موافقة اللجنة الإقليمية»، هذا ما أكده أحد مزارعي السمك في "ريف اللاذقية" لجريدتنا.
وأضاف: «منذ أكثر من خمس سنوات ونحن نحاول الحصول على الترخيص ونقوم بتقديم الأوراق المطلوبة ونتلقى الوعود وننتظر اللجنة الإقليمية، رغم أننا تابعين لهيئة تربية الأسماك، فلم لا تكون علاقتنا مع هذه الهيئة فقط، وطلبنا أن تكون علاقتنا مع جهة واحدة في هذا الموضوع».
وختم حديثه قائلاً: «لا تسهيلات ولا تسويق لمواسم الحمضيات فهل يشمل هذا زراعة الأسماك أيضاً.. إن كنا نملك أوراقاً نظامية فلم لا يمنحوننا التراخيص بدون صعوبات».
مجهود فردي ومحاولات للاستمرار بتنفيذ هذه المشاريع الصغيرة رغم كثرة العراقيل والصعوبات التي تواجه المزارع هو واقع جديد مؤلم يحول دون الحصول على فوائدها الكبيرة على الفرد والأسرة والمجتمع.
وعن هذه الصعوبات حدثنا مزارع آخر قائلاً: «نفذت مشروع مسمكة في قرية إسطامو "ريف اللاذقية "، والمشاكل التي نعاني منها بالدرجة الأولى الأعلاف والمحروقات والفرخ الذي نضعه في المسمكة للزراعة».
وأكد لنا صعوبة الحصول على التراخيص: «بالترخيص يوجد تعقيدات ولا يوجد تسهيل أمر.. نراجع أكثر من جهة لننال الترخيص ولا ننالها».
وبحسب المختصين يستطيع كل مزارع يعتمد على الزراعة المروية زراعة نوعي السمك المشط والكارب معا في أي بركة وبمعدل 1-2 سمكة كارب و4-6 سمكة مشط لكل متر مكعب من حجم بركة الماء.
هذا، وتعتبر هذه الزراعة واسعة وتحتاج فقط إلى تبديل ماء البركة من حين لآخر إذ يؤخذ ماء البركة لسقاية المزروعات التي تزداد إنتاجيتها بفضل ماتضيفه الأسماك للماء من آزوت.
ومفهوم الاستزراع السمكي يعني بشكل عام تربية الأسماك تحت ظروف وشروط بيئية معينة بطريقة تتيح لها النمو والتكاثر ثم حصادها بعد فتره زمنية بطريقة علمية ومنظمة تحقق أقصى عائد وبأقل التكاليف في وحدة المساحة وتحافظ على استدامة واستمرارية الإنتاج لموسم بعد آخر.
ما بين إصرار المزارع وصعوبة التراخيص مازال الأمل موجوداً للتحرر من القيود الروتينية ومواكبة الاحتياجات التي قد تكون السبب في إنقاذ جنين مشروع صغير يساهم في حياة أسرة كاملة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: