الركبان بلا طرق
مروة ياسين
أرض قاحلة.. مأوى من الطوب.. معالم معدومة.. ثلاث سنوات أمضاها "أبو أحمد" في هذا المكان محاولاً الاعتناء بزوجته وأطفاله الأربعة.
"أبو أحمد" التدمري عمل سابقاً كدليل سياحي هو واحد من 50,000 رجل وامرأة وطفل سوري وجدوا أنفسهم عالقين في المخيم الصحراوي العشوائي المعروف بمخيم الركبان منذ عام 2015، بعد أن فروا من القتال في مناطق أخرى من بلادهم التي فتكت بها الحرب.
ونظراً لعدم قدرتهم على العبور إلى الأردن ولخوفهم الشديد من العودة إلى مناطقهم فكان خيارهم الذي لا مفر منه هو البقاء في مكان يعتبر العثور على المأوى والطعام والمياه صراعاً يومياً فيه، ويفتقر للبنى التحتية ويبعد عن أقرب بلدة أو طريق معبد ساعات بواسطة السيارة.
الظلام والظلم يخيمان على المخيم، فالآلاف يواجهون بئس مصيرهم بتقييد طرق الوصول الإنساني نتيجة المخاوف الأمنية، وفي ظل غياب الكهرباء والمرافق الصحية والتعليم الرسمي في المخيم.
التشديد الذي بدأ مؤخراً على طرق التهريب زاد الوضع سوءاً وتسبب بنقص كبير في السلع الأساسية بما في ذلك الغذاء، كما أدى الارتفاع في حوادث العنف المبلغ عنها إلى زيادة في المخاوف بشأن الحماية التي يواجها الأشخاص الذين يعيشون هناك.
قافلة مشتركة بين الهلال الأحمر والأمم المتحدة تضم أكثر من 70 شاحنة وصلت يوم السبت تحت حماية الجيش الروسي، بعد شهور من التأخير لنقل أول شحنة من مساعدات الإغاثة من داخل سوريا إلى المخيم الواقع تحت نفوذ "جيش أسود الشرقية" المدعوم أمريكياً. فهذه المساعدات هي الأولى التي تدخل من الجانب السوري علما أن آخر دفعة دخلت منذ يناير الماضي كانت من الجانب الأردني بعد محاولات أخرى متباعدة من نفس الجانب..
رغم فرحة اللاجئين بالمعونات إلا أن الوضع ما زال مأساوياً، حيث قالت مسؤولة الأمم المتحدة فدوى عبد ربه بارود: «الوضع الإنساني بأكمله في مخيم الركبان ما زال مؤلماً إذ هناك نقص في السلع الأساسية وقلق بخصوص توافر الحماية ووفاة عدد من الأطفال قيل إنهم لم يتمكنوا من الحصول على العلاج الطبي».
هذه المساعدات ستشكل " استراحة مهاجر" من رحلة الصراع اليومية للاجئين، إلا أن مطالب "المفوضية" لخصت جميع الحلول حيث دعت المجتمع الدولي وأطراف الصراع للتوصل إلى اتفاق لإنهاء معاناة المدنيين الضعفاء العالقين هناك، حيث ينبغي السماح لجميع النازحين بالعودة طوعاً إلى منازلهم أو الأماكن التي يختارونها بسلامة وكرامة.
وطالما أن هذه الحلول تبقى بعيدة المنال، تشدد المفوضية على أن توفير المساعدات لا يمكن أن يتم لمرة واحدة وأنه يتعين ضمان إمكانية الوصول دون قيود.
ما يرجوه "أبو أحمد" لم يختلف عن المفوضية حيث قال: «مع مرور كل يوم نغرق تحت وطأة الفقر ولا نقوى على تلبية احتياجاتنا الأساسية كبشر. أرجوكم أنقذونا وساعدونا على استعادة حياتنا».
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: