النساء سلاح أوروبا للحد من خطر اللاجئين
"أنجبوا أطفالاً بدلاً من أن تمتلئ أوروبا بالمسلمين" هذا ما صرح به رئيس وزراء المجر "فيكتور أوربان" اليميني المتطرف حول ازدياد أعداد المهاجرين المسلمين في أوروبا.
تصريحاتٌ اعتدنا على سماعها وتداولها بين السياسيين في أوروبا، ولم يقتصر الأمر عند اليمينين المتطرفين فقط، ففي مباراة ليفربول مع ويستهام منذ أسبوعين ضمن إطار الدوري الإنجليزي تعرض النجم العربي "محمد صلاح" إلى صافرات استهجان وشتائم طالت ديانته، ناهيك عن العنصرية التي يعاني منها اللاعبون ذوي البشرة السوداء في الدوريات الأوربية عموماً وإيطاليا خصوصاً.
الحرية المطلقة في التعبير مطلبٌ عند كل شعوب الأرض ولطالما تصدرت أوروبا الواجهة من خلال ريادتها للعالم بفكرها المتحرر وتقبّلها لجميع الأديان والألوان، إلا أن منبر الأحرار في العالم وملتقى التسامح مازالت شعوبها تُعاني من فكرٍ متطرف ورأيٍ متعجرف، ناهيك عن التعصب للعائلة والعرق الآري.
ولأن في عالم السياسة لايوجد شيء دون مقابل فالقارة العجوز بحاجة إلى الطاقات الفتية المرتفعة نسبتها في عالمنا العربي الذي يهاجر شبابه هرباً من واقعٍ يندى له الجبين، لاجئين إلى الحلم المنشود في بلادٍ تُصدّر الخراب إلى أوطانهم.
فالمجر التي تدخل بأزمة صامتة أحياناً وصارخة في أحيان أخرى مع بروكسل، وضعت حكومتها أسلاكاً شائكة على طول الحدود مع صربيا كما أعادت لاجئين عالقين على حدودها بعد إغلاق معابرها، يحذر رئيس وزرائها "أوربان" أوروبا من التحول إلى قارة للمهاجرين ، كما شجّع بلاده على إنجاب الأطفال ووعد اللائي ينجبن أكثر من أربعة أطفال بعدم دفع ضريبة الدخل مدى الحياة.
الأمم المتحدة تطلب من كافة دول العالم دعم الميثاق العالمي بشأن اللاجئين، والذي يهدف إلى استثمار طاقات المهجّرين في المجتمعات المستضيفة بحجة بناء الثقة لديهم وتأمين مستقبلاً باهراً بعيداً عن أوطانهم، وفي حال تألّقهم هل يُسمح لهم بالعودة إلى وطنهم الأم؟ أم يحتفظون بهم كآلات منتجة فقط؟
اليوم المجر وقبلها إسبانيا واليونان بحجة أزماتهم المالية والبارحة ألمانيا التي طرحت على لسان حزبها اليميني ""AFD قضية إقامة المشردين محل اللاجئين في البرلمان، مستعطفةً فيها رأي الشارع الألماني، واللاجئون كعادتهم بانتظار الرد على لسان الحزب اليساري راعي حقوقهم.
فصدقاً يا أبناء جلدتنا لا يسار ولا مفوضية تُجيركم من حدِّ السكّين التي تطالكم، فالغربة تُبدّل طباعكم وتمحي هويتكم كلَّ ما زادت مدّة مكوثكم، فتعالوا نتهامس الذكريات في ردهات الخيال لنضحك قليلاً في وطنٍ يُشيل الحزن المخبئ في قلوبكم ويجرفُ الدمع من أعينكم.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: