المشرق العربي.. حين يصبح الفساد طريقة حياة!
وسام إبراهيم
الأسباب التاريخية التي أنتجت مجتمعاً مشوّه أخلاقياً وبأسوأ صورة نراها اليوم في المشرق العربي تكاد لاتعدّ ولا تحصى..
أنظمة دينية ودنيوية -سياسية اقتصادية اجتماعية - حكمت هذا المجتمع منذ آلاف السنين عبر شرائع وقوانين باسم الإله أو الحاكم، أوجدت إنساناً متناقضاً يقضي عمره في صراع داخلي بين الرغبة بتلبية أبسط حاجاته ورغباته الطبيعية أو الخضوع لقوانين مقدسة، سنّها أولي الأمر من برج عاجي، لاتراعي طبيعته الإنسانية ولا الظروف المحيطة.
فرضت العقائد السائدة أخلاقياتها بالقوة والعنف، بصيغة الأمر والنهي، في بيئة لاتتوافر فيها أبسط شروط الحياة الكريمة، فبات سهلاً التملص منها عند غياب الرقابة الخارجية، وبما أن المقدمات خاطئة فلا يمكن أن تكون النتائج صحيحة.
لا تجري إحصائية لأكثر الدول فساداً في العالم إلا وتكون دول المشرق في المراتب الأولى، المشكلة هنا أن الفساد ليس محصوراً بالطبقات العليا، بل هو طريقة حياة للمجتمع بكل طبقاته في موطن الديانات السماوية!.
أصغر تاجر فاسد، محتكر، وأصغر موظف فاسد، مرتشي، سارق، وسائق "السوزوكي" فاسد، استغلالي، والمعلم فاسد، متاجر بأشرف مهنة على وجه الأرض، و و....، وكل شخص خارج هذه الدائرة "مغفل" "غبي".. و"حلال عالشاطر"!.
النتيجة الطبيعية لما سبق هي مجتمع منافق، بأفراد يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا على بعضهم، يرتلون آياتهم علناً، ويلعنونها سراً، بقصد أو بغير قصد.
إقطاع ديني وسياسي واقتصادي واجتماعي، أنتج مجتمعاً جاهلاً متخلفاً، تائهاً في انتمائه، مفككاً، ضعيفاً، كلما بزغت قوة عظمى في هذا العالم تجر جيشها لاستعماره والوصاية عليه.
لقد عرّتنا العولمة والانفتاح على العالم المتحضر، وكشفت طريقة حياتنا العفنة، ووضعتنا في الترتيب الأخير بين الأمم، وأطلقت علينا اسم العالم الثالث.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: