Friday April 18, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"المنطقة الأمنة" في سوريا "حبر على ورق"

"المنطقة الأمنة" في سوريا "حبر على ورق"

حبيب شحادة

سيّرت أمريكا وتركيا أمس دورياتها المشتركة شمال شرق سوريا في سياق المرحلة الأولى من إنشاء المنطقة الأمنة، وبموازاة سريان اتفاق الهدنة في "إدلب"، ومحيطها اللذان يشهدان هدوء حذر قابل للانفجار والعودة إلى القتال في أية لحظة، استناداً إلى تطورات الميدان السياسي والعسكري المتبدل باستمرار. 

كما أنّه رغم الخلافات "التركية الأمريكية" حيال المنطقة الأمنة وعمقها والقوات التي ستتواجد فيها، إلا أنّ "أنقرة" استطاعت إنهاء إمكانية قيام كيان كردي على حدودها الجنوبية الغربية في الوقت الراهن، ذلك نتيجة تضافر عدة عوامل أهمها التنسيق التركي، الإيراني والذي يشكل التهديد الكردي نقطة التقاء لهما.

حيث صرح وزير الدفاع التركي "خلوصي أكار" منذ أيام أنّ تركيا لن تقبل أي مماطلة في إنشاء المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا كما حدث في تطبيق اتفاقية خريطة الطريق حول منبج سابقاً، مضيفاً: «تركيا لن تسمح أبداً بإقامة (حزام إرهابي) قرب حدودها الجنوبية، وأنّ القوات التركية ستقوم بكل ما يلزم لعرقلة ما وصفه بالحزام الإرهابي». 

ويعتقد مراقبون أنّ تسيير الدوريات المشتركة يُعتبر نجاح للسياسة التركية في الملف السوري، حيث صرح إردوغان أنّ بلاده تنوي إنشاء المنطقة الآمنة شرق الفرات بسوريا وفق الطريقة التي تريدها تركيا، حتى الأسبوع الأخير من شهر أيلول، والذي يُعتبر مهلة أخيرة لأمريكا للبدء بتنفيذ اتفاق المنطقة الأمنة. 

هذا وستكون المنطقة الأمنة  ذات طبيعة أمنية وعسكرية، حيث تم الاتفاق بين واشنطن وأنقرة على أن يتراوح عمقها بين 5 إلى 14 كيلومترا. يضاف لذلك نية إردوغان ترحيل اللاجئين السوريين إلى هذه المنطقة، مُهدداً بفتح حدود بلاده أمام اللاجئين في حال لم يحصل على مساعدات ودعم لإقامة المنطقة الأمنة في شمال سوريا. 

لكن بالمقابل المنطقة الأمنة، لا بد لها من خلق تضارب في المصالح والأولويات بين الأمريكي والأكراد، ومن ثم ربُّما تَخلق مواجهة بين الأكراد بجناحهم العسكري "قسد" وتركيا، وكل ذلك يصب في مصلحة الدولة السورية، التي أدانت إنشاء المنطقة الأمنة، وكذلك تسيير الدوريات واعتبرتهما انتهاكاً سافراً للقانون الدولي، وعدواناً موصوفاً. 

يبدو أنّه لا يمكن فصل ما يحدث في شرق سوريا عن شمالها الغربي، حيث لا يمكن أن تمر عملية إنشاء المنطقة الأمنة، دون التوافق حول إدلب ومحيطها بشكل كامل ونهائي، والذي يشكل بدايةً لحصر الصراع في بقعته الأخيرة، أي في الشمال الشرقي الذي يبدو أنّه سيكون أمام تفاعلات وتداخلات شديدة التعقيد والتفجير.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: