المخيمات قصة تجمد وغرق وحرق
لم تكن الطفلة "فاطمة زين الدين" تعلم أن موتها متجمدة سيكون السبب في تحرك المنظمات الإنسانية لإجلاء 500 شخص من سكان مخيم السماقية الذي غطته الثلوج نتيجة العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة عرسال اللبنانية، ليتحول بياض الثلوج الذي عادة يستبشر الناس فيه خيراً، إلى سواد كال ينبئ بتجمد الدم بعروق اللاجئين الذين يفترشون العراء فلا يفصلهم عن برد الثلج سوى قماش خيامهم.
فاطمة التي وصلت للمشفى متجمدة ليست الوحيدة بل إن وفاتها رفعت عدد ضحايا الثلوج إلى 10 بينهم سبعة أطفال، تجمد فاطمة حرك المنظمات الإغاثية باتجاه مخيم واحد، ولكن لا تزال باقي مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال، تعاني ظروفا قاسية، جراء الثلوج الكثيفة التي غطت خيامهم والصقيع الذي نخر أجسادهم، ما دفع الناس لإطلاق نداءات الاستغاثة عل أحد يلسعه البرد ليحس بمعاناتهم ويتحرك باتجاههم أيضاً.
ربما ثلوج منطقة عرسال جمدت الخيام وأبقتها قائمة في لبنان، وهو مالم تفعله مياه الفيضانات والسيول شمال سوريا التي اجتاحت مخيم السد (العريشة) مما أدى لغرق 95% من المخيم الذي يعاني أهله أصلاً من ظروف إنسانية صعبة.
1930 خيمة غرقت في "مخيم السد" في مدينة الحسكة مما اضطر الآلاف من سكان الخيم إلى ترك خيامهم، هذا عدا عن الكثير من المنازل الطينية التي غمرتها مياه السد، عاش سكان مخيم السد تجربة النزوح للمرة الثانية بعد أن نقلوا إلى مخيمي "المبروكة" و"الهول" بريف الحسكة.
لم تكتفي السيول بجرف مآويهم الهشة بل جرفت معها أبواب رزقهم وقت يومهم، فتسببت السيول بخسائر مادية كبيرة بعد أن جرفت وأغرقت المساحات المزروعة بمحصولي القمح والشعير وغمرت بمياه بحيرة سد الباسل لأنها بنيت جمعيها داخل حرم السد.
صورة المخيمات جنوب سوريا لم تكن أقل مأساوية بعد اندلاع حريق في مخيم الركبان تسبب في إصابة 40 شخصاً في المخيم، أغلبهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون منذ أكثر من سنتين في ظروف مرعبة وبكمية مساعدات إنسانية محدودة.
"القلق "عاد إلى ردود "الأمم المتحدة" على ما يحدث، فاكتفت المتحدثة باسم "الأمم المتحدة" في دمشق فدوى عبد ربه بارود قلقها إزاء الحريق الذي اندلع في "مخيم الركبان" للاجئين السوريين قرب الحدود مع الأردن، داعيةً لإيجاد حل دائم يكون طوعياً وآمناً للاجئين في هذا المخيم.
الجوع الذي دفع سيدة لأن تضرم النار بنفسها وأطفالها حرك فدوى عبد به أخيراً لتطالب بضمان دخول قافلة مساعدة لقاطني مخيم الركبان الذين تجاوزوا الـ 50 ألف لاجئ ولم تصلهم إي مساعدات منذ شهرين.
التجمد والغرق والحرق في مخيمات السوريين حرك تصريحات ولكنه لم يحرك أي ساكن اتجاه كل المآسي الحاصلة.
المصدر: خاص
شارك المقال: