Friday November 1, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

المعروك.. وجبة ما بعد الإفطار في شهر رمضان

المعروك.. وجبة ما بعد الإفطار في شهر رمضان

خاص: عبد العظيم العبد الله

يتحدث الشاب "جوان مصطفى" عن عمله طوال فترة شهر رمضان المبارك والمتمثل بتجهيز "المعروك" إحدى أهم حلوى وطبق هذا الشهر، ورغم صعوبة العمل بسبب حرارة الصيف المرتفعة وحرارة الفرن الذي يجهزها، لكنها مادة رئيسية على وجبات الإفطار وما بعد الإفطار.

"جوان" يشير إلى سعادته في تجهيز أطيب وأشهى حلوى، لأن السعادة تغمر قلوب الكبار والصغار معاً، بالحصول عليها، ويؤكد عبر جريدتنا بأن طريقة صناعتها غير مجهدة، ولا تستغرق وقتاً طويلاً، فهي عبارة عن تحويل الطحين إلى عجين، وإضافة كمية من الخميرة معها، مع إضافة بعض العناصر الرئيسية كالملح والسكر والعجوة والزبيب والحليب، وهي العناصر الرئيسية، بعد تركها فترة زمنية قصيرة، يتم رق العجين، ووضعها في الفرن بدرجة حرارة لا تقل عن 200 درجة مئوية، وبعد فترة من الزمن، تكون جاهزة للتناول، لكن بعد أن تبرد، وحينها يكون المذاق الأشهى.

المهنة التي تلازم "جوان" منذ سنين طويلة، في صناعة الحلوى بكافة أشكالها، يفارقها ويقتصر عمله على المعروك فقط طوال ال30 يوماً من شهر رمضان وعن ذلك يضيف بحديثه: غالبية منازل المنطقة تبحث عن قطعة من المعروك بشكل يومي على موائدها، خاصة بعد الإفطار مع كأس الشاي، والكثير منهم يفضل تناولها عند السحور، لأنها سلسة على المعدة، ولذيذة جداً.

لأنها عنصر رئيسي وضروري على جميع الموائد، يشترك فيها الأغنياء والفقراء، وقد يتعذر على عديد الأسر الفقيرة شرائها، رغم انخفاض سعر الواحدة منها التي لا تتعدى ال200 ليرة سورية، فأن الكثير من صانعي المعروك يقدمونها مجاناً لمن لا يقدر على شرائها بشكل يومي، حتى من غير المسلمين من يبادر بهذه المبادرة الإنسانية والمجتمعيّة، إنه شهر الخير والسلام والمحبة، بين كافة أطياف المجتمع في الجزيرة السورية.

يتزامن تجهيز المعروك طوال شهر رمضان المبارك في محافظة الحسكة وفي كافة مناطقها وبلداتها، بإعداد مشاريب خاصة بهذا الشهر أيضاً كالتمر الهندي وعرق السوس وقمر الدين، والكثير منهم يجد لذة مضاعفة بتناول المشاريب مع المعروك على نسائم الهواء البادرة عند حلول الظلام وأحياناً في وقت متأخر من الليل، فالأسرة وبأعداد كثيرة تسهر حتى وقت السحور، وتقضي وقتها بتناول الشراب المذكور وتناول قطع من المعروك، والأجمل أن أكثر من أسرة تشترك في الجلسة المسائية، من شتى الأطياف والألوان، لتكون كما هي الجزيرة السورية، لوحة جميلة يشترك في جمالها كل الذين يعيشون على هذه الأرض، وخبز المعروك يجدد عشقهم للأخوة والسلام.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: