اللجنة الدستورية.. هل تفتح الحل السياسي؟
حبيب شحادة
جولات عديدة عُقدت وتُعقد، في محاولة لإنهاء تشكيل اللجنة الدستورية المتعثرة منذ أكثر من سنة، بفعل تناقض وتضارب المصالح الإقليمية والدولية، وتغييرات واقع الميدان العسكري، اللذان تُنتجان مُعيقات تُعرقل التشكيل النهائي للجنة، وتبقي مسار الحل السياسي في حالة استعصاء.
حيث طرحت فكرة اللجنة الدستورية في نهاية العام 2018 من قبل المبعوث السابق "دي مستورا"، وانتقلت مهمة العمل على تشكيلها لسلفه "غير بيدرسون"، الذي قام ويقوم بجولات عدة في محاولة منه لحلحلة عُقد التشكيل والانطلاق نحو العمل على بناء حل سياسي، ربّما ينهي الأزمة/ الحرب السورية.
من موسكو انطلق بيدرسون في جولاته، وقال " اللجنة الدستورية ستكون باباً لتسوية الأزمة السورية"، وذلك بُعيد لقائه وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف"، الذي تسعى بلاده وفقاً لمسار سوتشي للتوصل لحل سياسي في إطار مسار أستانا، وبالتوافق مع الأمم المتحدة.
في دمشق صرح بيدرسون بأنّ الأجواء كانت إيجابية خلال لقائه بالوزير "وليد المعلم"، دون أيّة تفاصيل أخرى تكشف حقيقة ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين، خصوصاً أنّ زيارة بيدرسون ليست مرتبطة فقط بالأسماء الستة المختلف عليها في كتلة المجتمع المدني وإنّما تتعداها إلى محاولة الاتفاق على آلية عمل اللجنة الدستورية، التي تعتبر الأهم في مسار حياة تلك اللجنة، إضافة للاتفاق على مدة عملها، وصلاحياتها التي ربّما تكون محصورة فقط بتعديل الدستور الحالي، وليس بوضع دستور جديد لسوريا، وهو ما يُشكل نقطة خلاف أساسية بين الحكومة السورية، وبقية أطراف المعارضات.
كما أنّ مُخرجات جولات بيدرسون على مُختلف الدول الفاعلة في مسار الأزمة/ الحرب السورية، بما فيها جولته على تركيا بعد دمشق، ما زالت اتفاقاً ناقصاً يدور في مخاض إنتاج اللجنة الدستورية، التي لم تنضخ بعد تفاصيل وآليات عملها، والتي من المفترض أن تُخرج اللجنة إلى النور، ذلك أنّ "الهيئة العليا للمفاوضات"، قالت في بيان لها أنّ بيدرسون "أعلمها أنّ الدولة السورية أبدت استجابة محدودة حول مجمل القضايا".
وبانتظار إعلان بيدرسون نتائج لقاءاته المكوكية، تبقى معضلة اللجنة الدستورية، رهينة حصول التوافقات الإقليمية والدولية التي يبدو أنّها ما زالت بعيدة، خصوصاً بعد زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسي "ألكسندر لافريينتف"، ونائب وزير الخارجية الروسي "سيرغي فيرشين"، إلى سوريا ولقائه بالرئيس "بشار الأسد"، بُعيد زيارة بيدرسون التي يبدو أنّها لم تحقق تقدم إيجابي تجاه تجاوز عقدة التشكيل، أو تجاه قبول الطرف المعارض بشروط دمشق لخروج تشكيلة اللجنة.
كما يبدو أنّ ديناميكية عمل اللجنة، لم تنضج بعد، أو لم يحصل التوافق عليها، وتحديداً لجهة آلية التصويت داخلها، ورئاستها والأهم من ذلك هل ستحصل تلك اللجنة على الرعاية الدولية من قبل الأمم المتحدة، التي ترعى مسار مختلف تماماً عن المسار الذي أنتجها؟ ربّما يكون الأولى لإنتاج حل سياسي للأزمة/الحرب السورية، العمل على توحيد المسارات في مسار واحد، للخروج بحل يُنهي معاناة السوريين المستمرة منذ سنوات، عوضاً عن اختزال الحل السوري باللجنة الدستورية، التي تبدو وكأنها هروب للإمام ولكن دون حلول.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: