«الخزانات البشرية».. أحياء الفقراء المنسية السند الأول للدولة
الزائر للعاصمة السورية "دمشق"، وعلى وجه الخصوص للأحياء الفقيرة الملاصقة لتلك التي يسكنها أناس من الطبقة الميسورة، يشعر بالذهول حين يدرك أن سكان المناطق الفقيرة هم المحسوبون على الدولة السورية، التي تخوض حربًا قاسية ضد أعدائها منذ أكثر من عشر سنوات.
أن تكون في حي "الورود" أو "المزه "86 أو "عش الورور" أو"جبل الرز" وبعض أحياء التضامن أو "جرمانا"، لا تشعر بأي فرق فكل الأحياء تتشابه بل تكاد تتحد، شوارعها ضيقة ومكتظة بالبشر، والبيوت متواضعة تتدلى منها أسلاك كهربائية متشابكة، ما يعطى الانطباع بأن سكان هذه المناطق هم من الطبقة الفقيرة.
لا شيء هنا يشير إلى "ترف" المدينة وازدهارها ورفاهيتها، وحدها صور الشهداء التي ازدحمت بهم الشوارع وأعمدة الإنارة، تكاد تكون "الزينة" الوحيدة في تلك الأحياء البائسة.
هي الحرب اللعينة التي هجرة الكثير من العائلات فكانت الواجهة الأكثر أمانًا ورخصًا مقارنة مع العديد من الأحياء فكان المقصد المزة 86، قد يتراء للسامع بكلمة أسكن في منطقة المزة 86 الجهل والحياة البائسة رغم عدم معرفته أن الكثير من الأطباء والمهندسين والصحفيين وغيرهم من مثقفين يقطنون هذا الحي الفقير ولعبوا دورًا "مساندًا" للقوى المؤيدة للدولة السورية، في بداية الأحداث، عبر المسيرات المؤيدة أولًا، ثم العمل العسكري في مرحلة لاحقة.
أكثر من 80% من سكان الحي هم تحت خط الفقر، فالحي الذي يشكل أحد أهم الخزانات البشرية التي ترفد "الجيش السوري" بالعناصر في العاصمة، يفتقد لأبسط أنواع الخدمات والبنية التحتية.
تضاعف عدد سكان الحي خلال الأزمة من 125 ألفاً قبل الأحداث إلى 250 ألف، للجوء أعداد كبيرة من الناس الذين كانوا يقطنون في المناطق الساخنة إلى الحي الآمن فالناس هنا طيبون ومسالمون بحسب أحد الأهالي، تقول الرؤية إنه «غالباً ما ينهض الفقراء وأبناء الدخل المحدود بالثورات ضد الطبقات الغنية والمستفيدة في المجتمع. ويحق للحكومة السورية أن تتباهى أن جزءً لا بأس به من الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى، كانوا السند الرئيسي لها في معركتها ضد المسلحين».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: