الكهرباء.. وزائرتي كأنّ بها حياء.
حبيب شحادة
تعج شاشات التلفزة ومواقع التواصل بالتصريحات اليومية لمن هم في مواقع صنع القرار والمسؤولية، حيث تأخذ أغلب هذه التصريحات واقع الضحك على اللحى، و«كبوس على الجرح ملح ونام». إلا أنّ الواقع المضحك المبكي يأخذ التصريحات هذه المرة نحو التسويق والدعاية والإعلان.
فعلى ما يبدو أنّ هناك صفقة ليدات قريبة وصلت إلى أرض الوطن، وتحتاج للتسويق، مثلها مثل العديد من الصفقات السابقة لها من (ليدات وبطاريات ومولدات للكهرباء) ومن غير وزارة الكهرباء أهل لذلك؟ ليخرج معاون وزير الكهرباء نضال قرموشة، ويدعو لاستبدال المصابيح "اللمبات العادية" باستخدام "الليدات" حرصاً على الكهرباء وفي اتجاهٍ لتخفيف الاستهلاك، ربما يقوم قرموشة بمهمة جديدة من خلال التسويق لبدائل الكهرباء، كون وزارته عاجزة عن توفيرها بالحد الأدنى. متناسياً حضرة المسؤول وكأنه مغيب عن واقع الشعب في هذه البلاد، حيث أنّ البعض لا يملك ثمن الشمع حتى يقوم بتزويد منزله بأساليب أخرى للإنارة.
جاء ذلك بعد دعوة وزير الكهرباء زهير خربوطلي إخوانه المواطنين للصبر على انقطاع الكهرباء واعتذاره منهم، وربما لم يلحظ معاون الوزير أنّ الكهرباء أصبحت تزورنا ساعاتٍ قليلة باليوم على الأكثر، بفضل جهود وزارته التي تقول مراراً وتكراراً إنّ السبب وراء زيادة ساعات التقنين هو نقص الفيول نتيجة العقوبات الاقتصادية على سوريا. الأمر الذي لا يرقى لوجود وزارة كاملة تدير ساعات الكهرباء المعدودة.
ولربما وزارة الكهرباء تسعى لإعادة الشعب السوري إلى أيام فانوس الكاز لتذكيره دائماً بتراثه وماضيه، وتنسيه حاضره ومستقبله.
على الرغم من أنّ لدى وزارة الكهرباء تجارب قليلة ومعدودة في استخدام الطاقة البديلة في إنارة الشوارع، إلا أنه لم نسمع خلال التسع سنوات بأي مشروع لاستخدام هذه الطاقة على مستوى سوريا، بالوقت الذي تمتلك فيه العديد من الأماكن التي يمكن استثمارها لإنتاج طاقة بديلة تكفي بلاد الشام بأكملها وليس الشام وحدها.
مازالت طرق الاعتذار والتصريحات والنصائح التي يستخدمها مسؤولو الحكومة تستخف بعقل المواطن وتستغبيه ناسيةً أنّ المواطن الذي اعتاش تسع سنوات على ويلات الحرب والخراب أصبح قادراً على التحليل والتفكير، وربما استخراج الحلول بشكل أفضل ممن هم في مواقع المسؤولية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: