«الخبز».. لقمة العيش.. هل يتجاوز «الخطوط الحمراء» ؟!
"ارفعوا سعره وخلصونا" عبارة علّق بها أحمد ياسين (56 عاماً) الذي يعمل موظفاً حكومياً، على أزمة طوابير الخبز الممتدة لكيلومترات في شوارع دمشق وغيرها من المدن السورية منذ أكثر من شهر.
ويقول ياسين "لجريدتنا" " إنّ «وزارة التموين خلقت هذه الأزمة عبر قرارها بتحديد عدد الربطات»، حيث كان "ياسين" يأتي مرة واحدة أسبوعياً لشراء حاجته من الخبز أما اليوم فهو مضطر للوقوف لساعات طويلة حتى يحصل على لقمة عيشه.
وكانت الحكومة أدخلت قواعد تحد من كمية الخبز المدعوم المتاح للفرد في المخابز، ما عرض ويعرض الأسر الكبيرة لخطر المجاعة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وتتالت صرخات بدأ يطلقها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، تدعو الحكومة إلى رفع سعر الخبز مقابل توفيره، أسوةً برفع سعر البنزين والمازوت الذي أعقبه على الفور اختفاء الطوابير من على محطات الوقود.
ويبدو أنّ سعر الخبز يحتاج الى تحرير -كما حصل لحوامل الطاقة -حتى يستطيع المواطن الحصول عليه. فهل تتخلى الحكومة عن دعم الخبز الذي تصدّع به رؤوسنا كل يوم، وتتوقف عن ترديد قصص غلاء الطحين وتحميل الناس عجزها عن توفيره، وعن الملايين التي تنفقها على تأمينه؟
ومنذ أن بدأت قيمة الليرة السورية في الانخفاض العام الماضي، اضطر أبو ياسر (50 عاماً) إلى قضاء أمسياته في العمل في ورشة لتصليح الأجهزة الإلكترونية من أجل إعالة زوجته وأطفاله الخمسة، إضافة لعمله الصباحي.
يقول "لجريدتنا" «يجب أن أستيقظ كل يوم في الساعة الثالثة صباحًا وأذهب إلى المخبز وأنتظر ثلاث ساعات في الطابور حتى أتمكن من شراء الخبز، ثم العودة إلى المنزل وارتداء ملابسي والذهاب إلى العمل، لكن أربع ربطات من الخبز لا تكفي لإطعامي قال».
بدوره، مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال "لجريدتنا" بأنه «لا نية لدى الحكومة لرفع سعر الخبز، وإن مشكلة الخبز تكمن في نقص الطحين»" مشيراً إلى أن أزمة الخبز ستحل خلال أيام، بعد وصول شحنات من القمح لسورية من دولة صديقة.
ويرى ناشطون أنّ رفع سعر ربطة الخبز، يبقى خيار أفضل وأجدى من تسريبه للمهربين ليتجاوز سعر الكيلو حاجز الـ 500 ليرة.
ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، يعاني 9.3 مليون سوري الآن من انعدام الأمن الغذائي -بزيادة قدرها 1.4 مليون في الأشهر الستة الماضية وحدها، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.
ويشير خبراء إلى أن الوضع الاقتصادي في سوريا في أسوأ حالاته منذ الحرب العالمية الأولى، وما زال من سيء إلى أسوأ، ودون أي حل سياسي حقيقي ستواجه سوريا قريباً جوعاً واسع النطاق.
وبحسب مراقبين فإنّ فكرة رفع سعر الخبز مقابل توفيره، بدل "الشنططة" أمام الأفران طوال النهار، يبقى خياراً يحفظ للسوريين ما تبقى من كرامتهم أمام قرارات الحكومة التي لا تأخذهم في حسبانها.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: