Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"الخبز.. "التصريحات في السماء والواقع تحت الأرض

"الخبز.. "التصريحات في السماء والواقع تحت الأرض

لتحصل على كمية لا بأس بها من الخبز، بغض النظرعن النوعية، فأنت بحاجة للوقوف نصف ساعة.. ساعة.. ساعتين، الأمر يختلف حسب العوامل الكمية التي تتعاقد بها إدارة المخبز مع الباعة المتجولين حول المخبز، أو الطقس فمثلاً نبأ وجود عاصفة كفيل بجعل مدة انتظارك تطول وتطول.

زادت وطأة المعاناة للحصول على رغيف الخبز بعد انتشار مهنة جديدة "بائعي الخبز" هؤلاء يوفرون عليك الوقوف لكن مقابل سعر مضاعف، وطبعاً عملهم قائم باتفاق سري مع المخبز بعد تلقي الخبز من خلف الستائر دون عناء الوقوف للمتاجرة بها على الرصيف.

«أي مدير لفرع من فروع الشركة ينزعج منه المواطن، ستقوم الشركة بإعفائه من مهامه، وفي حال كان متعاقداً مع الشركة سيسحب العقد منه». هذا ما قاله المدير العام للشركة العامة للمخابز جليل إبراهيم، بعد أن تمت مهاجمته على وسائل التواصل الاجتماعي على تصريح سابق يطلب فيه «عدم تواجد بائعي الخبز بجانب المخابز والشوارع المحيطة بها وفي حال عدم التزام مشرف المخابز بذلك يعفى من مهامه وينهى عقده بالكامل»، معتبراً سبب المهاجمة هو أن «كل واحد مفسرو ع كيفو».

إلا أنه عاد وهدد بأن «في حال كانت مخابز الدولة يوجد فيها أي تلاعب بطريقة بيع الخبز، أو ازعاج للمواطن من ازدحام أو وجود للخبز خارج المخبز واختفائه من الداخل، سيؤدي ذلك إلى إنهاء مهام المدير وفك عقد أي مخالف لهذا الشأن».

وكي لا نفسر تصريحاتك "على كيفنا" مع كل هذا التهديدات لمن يزعج حضرة المواطن إلا أنه مازال المواطن ذاته:

-يعاني وقوفه لساعات أمام المخبز، في ظل هذا الجو الذي يدعو للبكاء لا للانزعاج فقط.

- يقف للحصول على رغيف خبز حجمه بدأ "يكش" على البرد، ونوعيته متجهة إلى رداءة أكبر.

- يقف ويجد الخبز يباع خارج المخبز.

تبرير إبراهيم جليل لإدارات المخابز كان جاهز: «صراحةً لا أعتقد أن موضوع الباعة خارج المخابز ومحيطها، يرتبط دائماً بمدير المخبز، وإنما هناك حالات أخرى، لا علاقة لإدارة المخبز فيها».

ومع كل هذه التهديدات التي لم تجدِ نعفاً ومازالت معظم الأفران تعاني من ازدحام شديد، وطابور يصل إلى 50 شخص أو أكثر ينتظرون دورهم للحصول على الربطة، بعد أن تدنى مستوى إنتاج القمح السوري لأدنى مستوى له منذ 29 عام، ورغم العقود التي أبرمت لشراء ملايين الأطنان من القمح إلا أنه مازال هناك نقص في مادة القمح.

المضحك بأمر الشركة العامة للمخابز هو أن كل المرار الذي يعانيه المواطنين للحصول على لقمة عيشهم لم يستفز الشركة العامة لتبرير ما يحدث بل هددت بعدها لتتابع اهتماماتها الرياضية وتطلع المتفرغين على ما يجري في ساحة كرة القدم أما من يقف على الطابور فربما لايهمه الأمر، وظلت تصريحاتها تتحدث في السماء، وتتابع كرة القدم على الأرض، متغاضية عن واقع الخبز الذي تدنى حاله ليدفن تحت الأرض.

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: