Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«الجسر العائم» في «دير الزور».. «رسائل سياسية ومكاسب خدمية» !

«الجسر العائم» في «دير الزور».. «رسائل سياسية ومكاسب خدمية» !

فاروق المضحي

لطالما اشتهرت "دير الزور" بالجسور التي تربط ضفتي "نهر الفرات"، حيث تصل المدينة ببعضها، ولكن بعد الحرب التي مرت بها لم يبقى أيّ جسر بعد قيام قوات "التحالف الأمريكي" بتدمير كافة الجسور بحجة محاربة تنظيم "داعش".

ويعد "الجسر المعلق" الأكثر شهرة، وله خصوصية كبيرة لدى الديريين ذكريات لا تنسى تجعلهم يتسائلون هل نرى "الجسر" معلق من جديد على ضفتي "الفرات" عبر إعادة ترميمه وتأهيله بعد سقوطه في عام ٢٠١٣ خلال سنوات الحرب.

«أول جسر يربط ضفتي الفرات»

ثلاثة أعوام مضت ودير الزور بلا جسر يربط ضفتي "نهر الفرات" الأهالي يعانون الأمرين عبر رحلة الموت كما يسميها البعض عبر القوارب الصغيرة التي تستخدم من أجل التنقل متحملين كل المخاطر التي تحملها تلك الرحلة.

بعد أعوام من الانقطاع أنهت ورشات الشركة العامة للطرق والجسور فرع "دير الزور" من بناء الجسر العائم الذي يربط بين ضفتي النهر من "المريعية" إلى "مراط"، ليتحقق الحلم وتعود ضفتي الفرات إلى العمل من جديد عبر الجسر العائم الذي يبلغ طوله ١٤٥ متر وعرضه ٨ أمتار وتكلفته ١٠٠ مليون وحمولته ٦٠ طن.

وربط الجسر العائم القرى الستة المتواجدة على الضفة اليسرى للنهر والتي تقع تحت سيطرة "الدولة السورية"، وهي قرى "الصالحية"، و"الحسينية"، و"حطلة"، و"مراط"، و"خشام"، و"الطابية"، ربطها بالمدينة وعودة الجسر إلى العمل حملت في طياتها الكثير من الأمور الاقتصادية والسياسية والخدمية.

«الجسر خدمي للجميع»

يقول الطالب الجامعي "محمود الطه"، وهو من أبناء "قرية حطلة" أن المنطقة كانت بحاجة كبيرة لمثل هذا الجسر في ظل المعاناة السابقة أمام رحلة محفوفة بالمخاطر عبر قوارب صغيرة أو عبر السفينة التي تعمل على المحرك ولطالما كانت في منتصف النهر وتعطلت، أما اليوم فوجود جسر تعبر منه السيارات حل الكثير من المشاكل ففي العام الماضي تأخرت على ثلاث مواد امتحانية بسبب تعطل السفينة نأمل أن تكون معاناتنا قد انتهت بعد افتتاح الجسر العائم.

أما المدرس "خليل العلي" من قرية "الحسينية" يقول إن «عدم وجود جسور في الفترة الماضية كان معاناة بالنسبة لنا عبر تحمل اعباء مادية إضافية عند الذهاب إلى المدينة، ونحن موظفون وليس لدينا القدرة على تحمل مزيد من التكاليف مع وجود الجسر الأمور أصبحت أفضل وأسهل في الوصول إلى المدينة».

ويتابع «هناك الكثير من الأمور كنا نعاني منها في ظل غياب الجسر ومنها حالات الإسعاف المرضية ليلا حيث كان التنقل ليلاً بين ضفتي النهر صعبا للغاية وكم من حالة وخصوصاً الولادات فقدت الجنين بسبب تعذر الوصول إلى المدينة لعدم عمل السفينة ليلاً».

«الأهمية الاقتصادية»

يقول الفلاح "علي الهلال" من قرية "خشام": «نحن نقوم بزراعة الخضار الموسمية ونقل المنتج إلى المدينة لبيعه، ولكننا كنا نعاني كثيراً في نقل المحاصيل عبر القوارب الصغيرة بإضافة إلى التعب والجهد هناك تكاليف مادية إضافية وفي أحيان كثيرة كنا لا نستطيع نقل الكمية في يوم واحد مما يؤدي إلى كسادها اليوم بدأنا بنقل إنتاجنا من الخضار الشتوية عبر السيارات عن طريق "الجسر الجديد"، وهذا يصب في مصلحة الجميع فنحن نستفاد عبر تصريف منتجاتنا والمواطن يستفاد خضار طازجة وبأسعار مقبولة».

في حين قال "مؤيد الفياض"، وهو صاحب محل تجاري إن «نقل البضائع الغذائية التموينية عبر الجسر الجديد ساعدنا كثيراً في عودة الحركة التجارية وتوافر جميع المواد لسهولة التنقل والحركة بين ضفتي النهر».

«البعد السياسي لبناء الجسر»

ويرى الباحث السياسي الدكتور "عدنان العويد" «بعداً سياساً ورسالة واضحة يرسلها إنشاء الجسر في مثل هذا الوقت الذي يشهد اشتعال للمنطقة على الرغم من الحصار الذي يفرض على سوريا».

يذكر أن ٢٦ جسراً ومعبراً مائياً كانت تربط بين ضفتي "نهر الفرات" في مدينة "دير الزور" قبل أن تدمر جميعها.

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: