Tuesday May 7, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الحجاب بين النفي والإثبات.. الشعر غريزة أم جمال؟

الحجاب بين النفي والإثبات.. الشعر غريزة أم جمال؟

خاص/ حسن سنديان 

يقال إن الدين محط مفترق طرق، ولا يوجد دين كامل، بل لكل واحد منهم سر ليس معروف بالمطلق. ومن هذه الأسرار الحجاب.. بين فريضة واجبة واختيار، المعادلة ذاتها تقريباً بين أن يكون الإنسان مخير ومسير.

تقول "رغدة" اسم مستعار وهي محجبة، لولا العادات والتقاليد لخلعت حجابي فأنا الآن لست مقتنعةً فيه ولكن مجتمعنا ومنطقتي لا يتقبلون المرأة دون حجاب فهو مفروض عليها منذ الصغر.

بيمنا " شيماء" تضع "التوربان" وهو نوع من أنواع الحجاب "الموديرن" الذي يغطي شعر الرأس، تقول "ربما حياتي بين الاقتناع والنفي" هناك عدة أدلة لوجود الحجاب بيمنا هناك أدلة تنافي وجود الحجاب.

"ليلى" تعبّر كل يوم عن حبها لشعرها بطريقة مختلفة بعدما خلعت حجابها عن قناعة، تروي لنا كيف كانت تجربتها قائلة، "أهلي جمعيهم منفتحون، تقبلوا فكرة خلعي للحجاب بعدما تم النقاش بسور من القرآن الكريم، مضيفة " لا يوجد هناك آية كريمة تشير بالمطلق إلى وضع المرأة للحجاب، مثلما أمر تعالى بعدم الزنة، والقتل وغيرها من المحرمات والمحللات، لم ينزل الله آية تبت تماماً بفرض الحجاب".

وتقول الآية الكريمة من سورة الأحزاب «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ»، الملاحظ أن هذه الآية جعلت حتى لبس الجلباب مرتبطاً بالخوف من الأذية، في ذلك الوقت، أي بمعنى آخر فإنه لا ضرورة حتى للبس الجلباب إن لم يكن هناك خوف من إيذاء المرأة كنتيجة لعدم لبسه. 

كما أن كلمة "حجاب" في القرآن الكريم، جاءت في معنى واحد وهي الحاجز، كما في سورة السيدة مريم العذراء «فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا»، أو الفصل بين الجنة والنار. أي لم تأتي سورة في الكتاب المنزل "قطع بت" تفرض الحجاب.

لكن لماذا أصبح الحجاب إلزامياً في بعض المجتمعات، يختلف الرأي هنا، فنحن لم نسمع كلمة "الحجاب واجب" إلا من علماء الدين والمشايخ لتقليد نساء النبي، .

«وليضربن بخمرهن على جيوبهن»، ولم يقل على وجوههن أي الجيب هو فتحة الصدر ما بين الرقبة والصدر، والجلباب نوع من أنواع الأقمشة السوداء التي تستر تماماً وتحجب رؤية هذه المنطقة، حتى "الخمار" غطاء الوجه هو عادات وتقاليد اشتهرت أيضاً في زمن الاحتلال العثماني في سوريا ولبنان، حتى تطورت في وقتنا الحالي إلى فريضة واجبة.  

يقال إن "الشعر يلفت النظر"، كلمة شاعت في مجتمعنا بكثرة كحجة لفرض الحجاب، لكن هل شعر الأنثى مكمن جمال أم غريزة؟.. كما يحق لنا أن نستذكر موضة "الدقن" اللحية الطويلة التي شاعت في الآونة الأخيرة أليس على الشباب حلق لحيتهم كي لا يجذبوا الفتيات أو "يثيروا" الفتيات، المشكلة تكمن في المعرفة أكثر من الفرض معرفة وتمييز الأنوثة عن الغريزة بين الطرفين، والستر ليس فقط بالحجاب.

لم تكن العفة تتمحور فقط حول الحجاب أو تتمثل بالحجاب، ربما هذه الكلمة هي "حاجز" فقط بين الطرفين من ناحية العلاقات والمعاملات والرفض والقبول، أي حاجز لعدم التحرش عدم فرض أشياء غير مرغوبة لدى الأخر جسدياً ونفسياً، ولو وجد "الحجاب" أي المسافة بين الطرفين لما وجد التحرش.. على العلم أنه مرتبط جيداً بالبيئة المحيطة والتربية. 

   

المصدر: خاص

شارك المقال: