"ألغام" الموت تنال من يد "ياسر" في "حمص" !
حيدر رزوق
"رأيت قطعة حديد تخرج منها حلقة معدنية مدفونة في الأرض الزراعية.. فقمت بسحب الحلقة ولم أشعر بشيء بعد ذلك"، هذا ما قاله الطفل "ياسر شعبان" الذي خرج يبحث عن الفرح مع رفاقه، لم يعلم أن "اللغم الأرضي" سينال من يده الغضة.
"ياسر" ذو الأعوام التسعة فقد يده اليمنى أثناء عبثه بجسم معدني مجهول كان ضمن أرض زراعية شرقي "حي المهاجرين" بـ"حمص" يعتقد أنه قنبلة يدوية من مخلفات الأحداث التي شهدتها المحافظة، ويقول «أشعر بالألم الشديد بسبب العمل الجراحي ولكن ألمي أكبر لأني فقدت أحد أطرافي فلم أعد قادراً على تأدية حاجاتي ولا الكتابة أو اللعب».
يتحدث بصوته الخافت والدمعة لاتفارق مقلتية الصغيرين إلا أن الدمعة الأسخى كانت لدى "أم ياسر" التي لاتكاد تصدق ما حصل لطفلها الصغير وتقول لجريدتنا «بتاريخ التاسع من أيار الجاري طلب مني ياسر الخروج مع رفاقه للعب في الحي كما كان يفعل دائماً».
تضيف "أم ياسر" «هنا في حمص لم يعد للخوف مكان في حياتنا فقد تجاوزنا الكثير من الألم والخطر.. لذلك لم يكن ليخطر على تفكيري أن يكون الخطر مازال بجانبنا ونحن لا نعلم».
تصمت لدقيقة وتتابع «إلا أن تأخر ياسر في العودة إلى المنزل بدأ يزيد من قلقي قبل أن أسمع بالخبر الذي لا أصدقه حتى الآن».
ماذا فعلتم بعد نجاة ياسر من الموت.. ؟
تقول "أم ياسر" «بعد العمل الجراحي الأول الذي أجري له بدأنا بمراسلة جميع الجهات الرسمية والمعنية للبحث عن المساعدة في استكمال علاج ياسر ولاسيما تداعيات الإصابة والإعاقة الجسدية التي خلفتها... كذلك تواصل معنا عدد من الأشخاص الذين يمثلون جمعيات خيرية ومجتمعية بهدف تقديم المساعدة لياسر وبالأخص بما يتعلق بتركيب طرف صناعي ذكي يساعده على تجاوز آلام الإصابة».
تنهي أم ياسر حديثها بالقول «مازلنا ننتظر رد الجهات الرسمية في حمص».
بدورها، "ختام جوهر" المعالجة النفسية في النادي السوري التطوعي لمتابعة شؤون الجرحى في حمص والقائمة على حالة ياسر تقول «أقوم بجلسات الدعم النفسي للطفل ياسر الذي يعاني من حالة نفسية مضطربة جراء تعرضه لبتر في طرفه العلوي».
تضيف "ختام" «في الجلسات الأولى كان هناك معاناة مع ياسر لناحية التجاوب مع الجلسات لأنه كان يجد صعوبة في تفهم الحدث الذي حصل له إلا أن تكرار الزيارات ساهم في تهدئة ياسر الذي بدأ يتعايش مع وضعه الحالي إلى حد ما وأصبح الارتياح يبدو على محياه كلما دخلت إلى منزله لمقابلته، الآن بدأت بتدريبه على استخدام يده اليسرى في الكتابة واستخدام بعض الأشياء ولكنه يحتاج إلى مدرس أخصائي في هذا المجال».
ماذا عن وضعه الصحي الحالي؟
تقول الممرضة «أنا متطوعة لدى النادي السوري التطوعي لمتابعة شؤون الجرحى في حمص وهناك مجموعة من المختصين في النادي من القائمين على حالة ياسر من الناحية الطبية والعلاجية وهناك مساع لتأمين طرف صناعي ذكي علوي ومتطور إلا أنه من المبكر لأوانه تركيب هذا الطرف لعدة أسباب أهمها أن الجراح الناجمة عن العمل الجراحي يجب أن تندمل بشكل كامل وهذا يحتاج لحوالي ستة أشهر ثم إن الساعد مازال صغيراً ناهيك عن أن الطرف الصناعي مكلف جداً وهذا يتطلب تدخل جهات داعمة للحصول على هذا النوع من الأطراف».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: