Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الفن المشبوه!

الفن المشبوه!

جوان ملا

 

تنتشر فضيحة الفيديو الجنسي للمخرج المصري "خالد يوسف" مع الفنانتين "منى فاروق" و"شيما الحاج" في الأوساط الفنية والإعلامية لتثير بلبلة كبيرة.

إجمالاً القضية ليست جديدة، فالفيديو انتشر منذ ما يقارب السبعة أشهر، إلا أن الفضيحة أعيد فتح أوراقها بعد رفض المخرج للتعديلات الدستورية المصرية الأخيرة، وكونه في مجلس النواب فإن ذلك يجعله في الواجهة وأعداؤه كُثُر سواء أكان فنياً أم سياسياً.

بعيداً عن الدخول في نظرية المؤامرة التي اعتاد الجميع على نسب أي شيء لها، وبعيداً عما يقوم به هذا المخرج من أفعال، فإن هذا الحدث يجعل من الوسط الفني في "مصر" وحتى العالم العربي أخدوداً متصدعاً يهوي فيه أصحاب الشهوات، بمعنى أن نظرة المجتمع المتعصب حول الفن والتي تقول إن كل من يمارس هذه المهنة وصل إلى طموحه معتلياً موجة جنسية سيتكرّس مفهومه أكثر في دماغ هؤلاء الناس.

العديد من الأعمال الفنية العربية كانت تسعى لإبعاد هذه الشبهة عن الفنانات والفنانين الذين يعتقد الناس أنهم وصلوا إلى الشاشة بعد تنازلات جنسية، والكثير من الجمهور الذي كان مقتنعاً بفكرة "من طلب الفن شَبِقَ الليالي" غيّر رأيه نتيجة أعمال عدة كان يحمل فنانوها ومخرجوها "من بينهم خالد يوسف نفسه" قضية سامية وفكرة رائعة تصل إلى قلوب الجماهير وترفع أصوات الناس لتظهِر تفاصيل حياتهم على الشاشات، فبدوا مقتنعين أن للفن رسائل تعبّر عنهم، وأن نجومهم قدوة لهم، إلا أن فيديو بسيطاً كهذا الذي انتشر يعيد للأذهان فكرة الفن المشوّه، الذي يقدّم أفكاراً زائفة في العلن لتخدير المتلقي عن واقعٍ مشبوه مستور بقماشٍ رقيق.

"خالد يوسف" وأمثاله لم يحسبوا حساباً لفتاةٍ تقاومُ أهلها المتعصّبين كي تدرس المسرح أو تبرز موهبتها في التمثيل وتصل إلى حلمها، ولم يفكر بالشباب أيضاً الذين يحبون هذه المهنة ويريدون دراستها أكاديمياً إلا أن أهله يبعدونه عن ذلك خوفاً من غرقه في وحل الجنس مع النساء أو حتى الرجال!.

إن الفن الحقيقي رسالةٌ بحد ذاته، وهو قضية تحمل في طياتها قضايا أخرى شائكة تظهِر مشاكل المجتمع وتعرّيها، لكن حتماً هو ليس طريقة لتعرية الأجساد.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: